بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
وهو من منشورات جامعة كامبريدج، ويحمل اسم: (God’s Caliph)، من تأليف كل من: باتريشا كرون، و مارتن هيندز. ويقع في 164 صفحة، وقد صدرت الطبعة الاولى منه عام 2003. وتمت ترجمته عام 2019 إلى اللغة العربية (ترجمة أحمد طلعت)، ويتناول السلطة الدينية فى القرن الهجري الأول، وفيه ادانة مباشرة لخلفاء الدولة الأموية على وجه العموم، لأنهم أول من استخدم لقب (خليفة الله)، بمعنى انه (مندوب الله)، بعكس الخلفاء الراشدين الذين كانوا خلفاء لرسول الله (ص)، يذكر الرواة أن رجلا قال لأبي بكر : يا خليفة الله، فقال له : أنا خليفة محمد (ص). .
بينما يعني لقب (خليفة الله) من الناحية اللغوية إلى حلول شخص محل شخص آخر، أو ينوب عنه. في تناقض صريح للمفاهيم التي آمن بها المسلمون بأن الله حى لا يموت، وبالتالي فإن هذا المصطلح الدخيل على الاسلام والمسلمين لا يمكن أن يعنى وارث الله. .
لكننا قبل الخوض في التفاصيل، لابد من التذكير، ان عنوان هذا الكتاب يتداخل مع عناوين لكتب مماثلة، نذكر منها:-
- كتاب (خليفة الله) من تأليف الشيخ: نعيم قاسم.
- كتاب (خليفة الله) للشيخ مرتضى مطهري.
- كتاب (خليفة الله) للدكتور حسين نور الدين. .
اما الكتاب الذين بين ايدينا فهو من الكتب المهمة، ويحتاج إلى قراءة معمقة، لأنه يسلط الأضواء على مرحلة صار فيها الخليفة يزعم انه ظل الله في الأرض. .
ويتتبع الكتاب تداعيات هذا المفھوم الجديد للخلافة، والقدسية التي منحها الامويون لأنفسهم، ويستعرض الكتاب تمدد هذا اللقب حتى وصل العصر العباسى، وزحف نحو المراحل اللاحقة التي صار فيها السلطان خليفة لله، ويعمل بتفويض منه. .
لقد اتفق معظم الفقهاء على أن لقب (الخليفة) يطلق حصريا على من يقوم مقام غيره، ولا يجوز لأحد من البشر أن يكون خلفا لله، لأن الله لا شريك له ولا كفء له، بل هو سبحانه الواحد الاحد الفرد الصمد، ولم يكن له كفواً أحد. .
لذا ينبغي أن لا يُقال للقائم بأمر المسلمين خليفة اللّه ، بل يُقال الخليفة. فهذا التعبير غير صحيح من جهة معناه، لأن الله تعالى هو الخالق لكل شيء, المالك له, ولم يغب عن خلقه وملكه , حتى يتخذ خليفة عنه في أرضه, وإنما يجعل الله بعض الناس خلفاء لبعضهم في الأرض. .