بقلم: جابر الجابري ..
انتهى مساء أمس (اليوم الموعود ) لأكثر من ٢١ مليون مسلم احتشدوا من أكثر من ٨٠ دولة في العالم لعقد مؤتمرهم السنوي على أرض كربلاء استجابة لدعوة الحسين : هل من ناصر ينصرنا ..
وبدأ اليوم التفويج العكسي لعودة المؤتمرين الى ديارهم وبلدانهم وهم يمنحون العراق والعراقيين شهاداتهم وأوسمتهم التي لم يحظ بها أي شعب وبلد وأمة في التاريخ ..
ولم يقتصر هذا الحشد البشري الفريد على بقعة كربلاء بل امتد ليشمل بلداناً ومدناً وشعوباً وأمماً تكاد تغطي سطح الأرض لتتحقق مقولة كل أرض كربلاء … فيما تقاطرت أصداء القيادات والزعامات الروحية والسياسية والإجتماعية في أرجاء الأرض وهي تدلي ببياناتها وإعجابها وإشاداتها بحق العراقيين الذين أذهلوا العالم باستضافتهم لهذا الكم البشري الهائل بمنتهى السخاء والكرم والبذل والتضحية والإيثار وتوفير الأمن والأمان … وهنا لابد من الإقرار بفضل شيعة العراق على العراق والعراقيين جميعاً في نيل هذه الدرجة من الشرف الرفيع والفخر الكبير والسمعة العالمية العظيمة … وهذا ما كنت أنوه به شخصياً في المحافل الدولية أن جميع العراقيين هم شيعة للإمام الذي نقل عاصمة الخلافة من مدينة الرسول الى الكوفة وجعلها أميرةً على الأقطار الإسلامية ومنطلقاً لنهجه ورسالته والعراقيين حملةً لها …. وهو أرقى نهج ورسالة عرفها التاريخ الانساني ..
وبما أن الزعامات الدولية والقيادات الروحية في العالم الاسلامي أدلت بدلوها وبياناتها وشهاداتها وإشاداتها في هذا الحدث الكبير كم كنت اتمنى على مقام المرجعية الدينية العليا أن تكون صاحبة المبادرة في إصدار (بيانها الختامي) لكونها صاحب الشأن ورب البيت والراعي الأول والمظلة الواسعة لهذا الحدث الديني والإنساني السنوي ..
لست بمستوى التدخل بهذا الأمر لولا خوفي على اختطاف الوهج الأربعيني وإحساسي بخطورة ما بعده من أبنائها (العاقين) لأوامرها الذين يتوعد بعضهم بعضاً على المحاور والجبهات المفتوحة على فتات السلطة …. ليكون بيانها الضربة الاستباقية والخط الأحمر والجدار الوقائي الصلب لما يخطط له في الداخل والخارج .
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
جابر الجابري ( ابو مدين)