بقلم: حسن المياح – البصرة ..
—- الحلقة الأولى —-
《 الحكومات العراقية ، والسياسيون ، ما بعد عام ٢٠٠٣م ، نموذجآ 》
نريد أن نتحدث عن كلية قرآنية تعالج حالة المجتمع والشعب والناس ، وأن هذه الكلية القرآنية المؤكد عليها من قبل الله سبحانه وتعالى ، تمثل سنة كونية حاكمة ، وقانونآ إلهيآ يجب أن ينظر اليه بوعي رسالي منفتح ، ليكون جريان الحالة الإجتماعية للمجتمع والشعب والناس ، و( الحاكمين المترفين ) ، متلائمآ ومتناسبآ بعلاقة طردية مع ما هو مقدار وطبيعة التعامل مع تلك القوانين الإلهية الإجتماعية ، والسنن الكونية الحاكمة المسيطرة على الكون والإنسان . والفرد الإنسان لا بد له من موقف ليحصن وجوده الإجتماعي من كل الأخطار التي تلحقه ، أو التي يتعرض اليها ، لما هو يتصرف وفق ما تمليه عليه هذه الكلية القرآنية الإجتماعية والكونية إيجابآ ، أو سلبآ …..
هناك تلازم مؤكد ، وترابط محكم مقصود وهادف ، ما بين السنن الإلهية الكونية والإجتماعية ، لأن القرآن الكريم ما جاء إلا أن يكون دستورآ معصومآ مقدسآ يهذب ، ويقود ، ويرشد ، تفكير وسلوك الإنسان ، وهو الضامن لعلاج كل مشاكله متى ما إلتزم الإنسان فردآ ، أو مجتمعآ شعبآ أمة ، بكل ما هو تشريع وحكم ومفهوم يشعه القرآن ، لإنارة الطريق له ، وتوضيح ما هو مبهم ، وغامض ، وعويص ، ومشكلة …. وطبيعة الحالة الإجتماعية هي أن يكون هناك حاكم ومحكوم ، ومسؤول ومسؤول عنه ، وقائد ورعية ، وأن هذين الصنفين من الناس والمجتمع والشعب هو تنوع مسؤولية وجود إجتماعي ، وأنهما يتعايشان معآ ، ويتفاعلان ، ويؤثران الواحد بالآخر ، ويتأثران ، وما الى ذلك من حالات تفاعل وتنافر إجتماعي …..
والكلية القرآنية الإجتماعية المستنبطة والمأخوذة والمستوحاة من الآية القرآنية الكريمة الحكيمة 《 وإذا أردنا أن نهلك قرية ، أمرنا مترفيها ، ففسقوا فيها ، فحق عليها القول ، فدمرناها تدميرآ 》. هذه الآية تتحدث عن علاقة عكسية بين الحاكم المترف ، وبين أفراد المجتمع والشعب والأمة ، إنفرادآ وإجتماعآ ، وعن البلد الذي يستوطنه ذلك الشعب ( الوطن ، القرية ، المدينة ، المحافظة ، القطر ….. وما الى ذلك من تقسيمات إدارية محلية ودولية 》، وتفيد الآية القرآنية بأن الحاكم المترف هو سبب هلاك المجتمع والشعب والأمة ، وهو السبب بنضوب وهدر وضياع ثروات ذلك الشعب والمجتمع ، وتلك الأمة …. وأن هناك تلازمآ إيجابيآ بين الحاكم المترف والفساد بكل ما للفساد من سلوكات وممارسات وإلتواءات ومنحنيات …. وخصوصآ إذا كان هذا الحاكم الذي أترف قد جاء خلف دبابة المحتل ، وفي داخل ناقلة الأشخاص للمستعمر ، وهو الذي كان مملقآ ، متسولآ مهاجرآ هروبآ وفرارآ مذعورآ من سلطة حاكم دكتاتور ظالم من مثل الطاغية المتهور المترف سحتآ حرامآ صدام المجرم المقبور ….. ، فإن هذا السياسي العراقي الذي صير حاكمآ بفضل عمالته للمحتل وإذعانه له ، ولصاحب النعمة الذي كان يشبع بطنه لما كان متشردآ في بلد ذلك المحتل والمستعمر و( المسوق من البلاد التي كان فيها السياسي العراقي يتسول ويستجدي علف بطنه …. ) ، سيكون العبد القن المطواع ، الذي يعمل وفق أجندات المحتل المجرم الغاصب ، ولمصلحة المسوق المنعم عليه زاد بطنه ، وأنه الصعلوك الذليل الذي سخر للإنتقام من الشعب المحتل الذي هو الشعب العراقي ، والمجتمع المغزو ، والأمة التي أصبحت تحت نير وجور حاكمية المحتل الظالمة المجرمة المغتصبة ، كما هو العراق بعد عام ٢٠٠٣م …..
والطبقة السياسية بكل {{ بيوضها الفاسدة }} سياسييها الحاكمين الوافدين الى العراق بصاية وصيانة وحماية المحتل ، إنما هم حكام عملاء عبيد خاضعون خانعون أذلاء للمحتل والمستعمر والمسوق ، وأنهم الإلية والواسطة يستخدمها المحتل لهلاك المجتمع بكل أطياف وجوداته البشرية الإنسانية الإجتماعية ، وأنه لا يرجى منه الخير ، ولا يتأمل منه أن يتغير ، أو يتبدل ، لأنه خروف سمين أهبل مطيع ، وحياته مرهونة بيد جزاره الذي لا يرحمه إن إمتنع عن تأدية خدمة ، أو رفض ، أو خالف ، أو تلكأ …. فأن السكين حاضرة جاهزة تقطع رقبته بكامل أوداجها الأربعة ، وتجزره بكل مذلة ومهانة ……
وللحديث تكملة ، في الحلقة الثانية ، وما يليها من حلقات ، إن شاء الله تعالى ….