بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
لقد جاءت اعترافاتكم بنهب المليارات من خزينة الضريبة، مكملة لضياع رصيد هيئة التقاعد، فما الذي تقولونه الآن لربع مليون عائلة عراقية أرغمتم أربابها على التقاعد القسري قبل بلوغهم السن القانونية ؟، وما الذي تقولونه لأفواج الخريجين العاطلين عن العمل ؟. . .
اخذتم من الدولة ولم تعطوها، وكبرتم انتم وأقزامكم بالدولة، واستثمرتم أمولها بالباطل، فكان الشعب هو الخاسر الوحيد. لذلك فإن تحميل الشعب أهوال الضرائب والتأمينات والرسوم الجمركية والفواتير الفلكية للكهرباء والإتصالات بحجة أنكم لستم قادرين على تنفيذ مشاريعكم الفاشلة، كلام مرفوض بشدة لأنكم تحمّلون المنهوب جرائم الناهب، وتأخذون البريء بجريرة المذنب، وتريدون تمرير موازنة تجويع الفقراء بإسم التنمية والإصلاح، وبالأمس القريب كنتم المتفرجين على المليارات المنهوبة. . .
نحن الآن نقف بين خيارين لا ثالث لهما، حيث نتأرجح بين استعادة السلة المنهوبة، أو قتل الناطور المتورط بسرقتها، ولن يفيدنا قتله بشيء، فالشعب الآن يريد استرداد أمواله كلها، ويطالب بتعزيز قوة الرقابة المالية، وبسط نفوذها، وتعميق خطوات التحقق من اجراءات الصرف بموجب السياقات المالية المشددة. .
بلد منهوب، ومشاريع وهمية، وصناعات معطلة، وحقول زراعية مهددة بالنيران، واخرى نفطية من حصة الغزاة والغرباء، ومليارات تضيع ثم تتبخر وتختفي ويطويها النسيان، وأبواق اعلامية رخيصة تتستر على المجرمين والسفلة والهتلية، وتستهدف الشريف والعفيف والملتزم. . . .
راقبوا الفضائيات الآن، ولاحظوا كيف خصصت برامجها الحصرية للحديث عن الاتهامات الموجهة لشركة واحدة فقط، وانظروا كيف تغافلت كلها عن الشركات الاخرى المشمولة بالاتهامات نفسها، حتى تجاهلتها تماماً، وكأنها غير مشمولة بالتغطية الإعلامية. . .
ختاماً: سوف يبقى الشعب العراقي هو الخاسر الأكبر. والله نسأله اللطف ورفع الضرر. . . .