بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
لا شك انكم لا تعرفونهم، لأنهم يعملون في الخفاء، ويخشون الظهور في الأماكن العامة، لكنهم على صلة مباشرة وقوية بأصحاب المعالي والسعادة والسمو، ولديهم شبكة علاقات دولية واسعة مع البنوك والشركات الكبرى. .
ليست لديهم انتماءات وطنية ثابتة، ولا عقيدة دينية راسخة، ينتمون إلى أكثر من بلد، ويحملون أكثر من جواز سفر. .
متحدثون لبقون من الطراز الأول. يمتلكون رصيداً معرفياً واسعاً في العلوم والفنون والآداب. متدينون في النهار، ومتهتكون في الليل، أنانيون حتى النخاع، ومصالحهم الذاتية فوق مصالح البلاد والعباد. تقيم عوائلهم في أرقى الاحياء الأوروبية، على الرغم من امتلاكهم القصور الفارهة في أجمل ضواحي بغداد، ولهم امتدادات في بعض المحافظات. .
العراق بالنسبة لهم مجرد بازار مفتوح لعقد الصفقات المشبوهة، من دون ان ترد اسماؤهم في العقود. ولهم دور مؤثر وفاعل في الترشيحات البرلمانية والوزارية وشراء الذمم، يتقاضون عمولات مالية باهضة في حسابات الحذف والاستحداث الوظيفي. يكرهون المقابلات المتلفزة، رغم ان بعضهم يدير فضائيات معروفة. وبعضهم يدير (من بعيد) اقساماً فاعلة في التشكيلات الوزارية. .
ليست لديهم لقاءات مجدولة مع بعضهم البعض، لكنهم يشكلون فيما بينهم حكومة خفية واسعة النشاط. .
لم يشغلوا أي وظيفة في اروقة الحكومة، وربما اختار بعضهم التسلق إلى المواقع الفوقية باسمه المستعار، وليس باسمه الصريح، وكان يرفض التوقيع والتهميش والكتابة، مفضلا العمل الشفاهي، ولم يترك أثرا كتابياً وراءه، فالطاولة التي يجلس عليها خالية تماماً من أي خطاب أو وثيقة أو مذكرة رسمية. .
والاغرب من ذلك ان هذا النوع من السماسرة لا يحملون الهواتف الذكية، وليست لديهم حسابات على منصات التواصل الاجتماعي، لكن صالاتهم ومجالسهم مزروعة بكاميرات المراقبة واجهزة التنصت. .
تساورني الشكوك انهم ينتمون الى أوكار المنظمات السرية الخبيثة. . .
وما كل ما يُعرف يُقال. . .