بقلم: سمير داود حنوش ..
ربما قرأتْ أو حتى سَمعت قُصة ذلك الرجل الذي إعتقله مَلك من الملوك فجاءت قبيلته بشيوخها ورجالها وأُمرائها لتشفع فيه، فسألهم الملك “مَنْ هذا الرجل الذي جِئتم كُلكم لِتشفعوا له؟” فقالوا بصوتٍ واحد “هو مَلِكُنا” فأجابهم “أنه لم يُخبره عن نفسه” فقالوا للملك “لقد أنِفَ أن يَذُلَّ نفسه فأراد أن يُريك عزّته بقومه” فأطلقه لهم، وبعد أيام جاءه الخبر أن ذلك الرجل ماهو إلّا راعي الأبل عندهم، فأرسل إليهم الملك سؤاله عما صنعوه، فكان جوابهم “لا أمير فينا إن ذُلَّ راعينا”.
أيُها الرئيس ربما تختلف عَمّن سَبقك في السُلطة بأنك لاتحمل سوى الجنسية العراقية وهذا ما يدعوك أن تُعلِنها حَرباً وإن إضطُرِرت لذلك من أجل سيادة بلدك وحفظاً لكرامة الجنسية التي تحملها، حرباً لانُريد فيها إزهاق الأرواح وأصوات الدبابات والمدافع، ولكنها الحرب التي تحفظ للمواطن العراقي كرامته وعنوانه، تلك الحرب التي تكون أسلحتها كُل تلك الوسائل الإقتصادية والدبلوماسية وحتى السياسية.
أيُها الرئيس سياسة قطع الأرزاق التي تنتهجها بعض دول الجوار من خلال خنق العراق من منافذه البحرية قد تؤدي هذه السياسة إلى قتل هذا البلد وشعبه إقتصادياً، وهو مايُريده ويسعى إليه الكثير ممن لايُريدون الخير لهذا البلد، لذلك ترى مؤامراتهم مُستمرة دون توقف من أجل إذلال وتركيع العراقيين وجعلهم عبيداً لهم.
لم تزلْ مؤامرة الجارة (دويلة) الكويت مُستمرة من أجل إشباع نزواتها المريضة في الإنتقام من الشعب الذي يكبُرها تاريخاً وحضارةً وثقافةً، في تفسير لايُمكن أن يحلّه أي دستور أو قانون أو حتى شريعة الغاب التي يكتفي بها المُفترس من ضحيته حين يشبع منها، لكن هؤلاء لايشبعون ولايملّون من تلك النوايا الخبيثة لتدمير العراق وتخريبه ومن المؤكد أنَّ هُناك أطرافاً دولية وإقليمية تتشارك معهم في هذا التدمير.
هي وقفة جادّة، بل لحظة حقيقية لإختبار وطنيتكم يتوقعها الشعب في الوقوف بوجه هذه التجاوزات التي إبتدأت بالتعرض لصيادين عراقيين في المياه الإقليمية التي لو لم يتم السكوت والتغاضي عنها في حينها من قبل حكومات الفساد السابقة وتواطئ بعض الخونة والعُملاء الذين باعوا أرضهم ومياههم وشرفهم لِقاء حفنة من الدولارات لَما إسترخص الكويتيون كرامة العراقيين.
لا خير في العراقيين أو حتى فيكم إن ذُلَّ بلدكم وأرضكم وتم قتله عبر خنق منافذه البحرية من أجل نوايا خبيثة وتدمير مُبرمج ومُخطط له لإستهداف هذا البلد.
مازال الشعب يتوسّم في حكومتكم الأمل الضائع في الحفاظ على سيادته التائهة وأمنه من أولئك العابثين والمُتربصين بإقتصاده، خصوصاً وإنَّ لديكم كُل وسائل الضغط على تلك (الدويلة) من أجل ردعها عن المُخطط الخبيث الذي تسعى إليه حين يكون الشعب معكم وهو ينتظر قراركم، فماذا أنتم فاعلون؟.
لاخير فينا إن ذُلَّ بلدنا وشعبنا وأرضنا، لاخير فينا إن ذُلَّ وطننا، فهل وصلت الرسالة أيُها الرئيس؟ نرجو ذلك.