بقلم: حسن جمعة ..
لاتستغربوا ولو اني اشك بان احدا في العراق سيستغرب من هذه الجملة غير المفيدة لكن لو تقال في بلدان اخرى ستقوم القيامة وتستقيل الحكومة وسيتعرق وجه الوزراء والمسؤولين سيقفون مشدوهين امام هكذا قضية وتقام المحاكم ويحاسب المقصرون والبائعون والساندون والمشترون ايضا فهذا يعني في دول تحترم شعوبها واطانها من اشد الخيانات وارذلها لكننا للاسف بالعراق نبيع اي شيء دون حياء ولااستغراب ودون ان يتساءل اي احد عن من باع ومن اشترى؟ وما النتيجة؟ فهل المنصب بطيخ سامراء او برتقال ديالى او دهين ابو علي الشهير او زبيب حجي زبالة؟؟ فكيف يحدث هذا دون اي شعور بالمسؤولية؟ فهل يعلمون ماذا يخلف بيع المنصب من كوارث؟ وهذا يعني وصول الفساد إلى مستويات لا يمكن القضاء عليها بسهولة ..فمن يشتري يريد اولا تعويض مبلغ ما اشتراه وايضا يفكر في الربح منه وايضا حصة من ساعده في الشراء او رشحه وحصة حزبه فيبدأ المشتري بخنق الوزارة وبيع الاستثمارات والدرجات الوظيفية بدءا من الخاصة الى العامة وفرض الابتزاز على الناس والمراجعين واشياء ما انزل الله بها من سلطان وبعيدة عن اختيار الكفاءات القادرة على خدمة الوطن والمواطن. والإصلاح الحقيقي لا يكون إلا بتنقية وتصفية الوزارات من الفاسدين والقتلة والمجرمين، فالفاسد لا يصلح لتسلم اي مكان . وهذا يتطلب غربلة حقيقية في كل وزاراتنا ودوائرنا فظاهرة بيع المناصب ينبغي أن تتنبه لها الحكومة قبل أن نجد في يوم من الأيام إعلاناً رسمياً لبيع المناصب في وسائل الإعلام العراقية والعربية! فهل نتنبه لحجم الكارثة، أم أن الدولة بمجملها تُدار بهذا الأسلوب التجاري؟ وما نراه من خراب هو جزء من نتائج تجارة المناصب التي يغضون عنها النظر وينفونها نفيا قاطعا وباغلظ الايمان وكان الله بعون البلد! .