بقلم : حسن المياح – البصرة ..
المقولة النبوية الرسالية الإلهية الكريمة الرائعة 《 حسين مني وأنا من حسين 》، إنها لمقولة وجودية واعية مدوية قاصدة هادفة ، وأنها الإعلان الصريح الواضح الذي يبين ، بأن منهج النبي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله ، المرسل بدين الإسلام تبليغآ وهداية … ، أنه إمتداد رسالي إلهي خالد مستمر لا ينقطع أبدآ ، ولا يغيب أو يمحى مطلقآ ، وأنه لا يفتر لحظة ، الى قيام يوم الدين ….. وأنه الشجرة الطيبة …. لما هو عليه من نقطة شروع محمدية { أصلها محمد } ، وبما هو عليه من إمتداد ثوري حسيني لاهب مستمر جاذب { فرعها الحسين } ….. وكل هذا يستوحى من المقولة ذاتها ، من خلال كلمة واحدة مكررة بحروفها ، وجرس لفظها ، ووحدة وتجانس نطقها ، وبتواصل معناها النبوي ، وإمتداد مضمونها الرسالي الإمامي ، لما هي الإمامة الإمتداد الرسالي الطبيعي للنبوة ، وما هي عليه من أهداف وغايات ….
وللتعرف أكثر ، لا بد من فهم معنى حرف الجر الهادف المقصود المكتمل المعنى《 من 》، لما يكون إعلانآ عن بداية إنطلاق وشروع ، ولما يكون تحذيرآ لإستمرار دوام وجود لا ينقطع …… فما أكبره وأعظمه ، وما أجمله وأبهاه ، وما أرقاه وأعلاه ، من حرف جر معبر ، مؤسس ، منشء ، واعد ، هادف ، جليل ، هادف ، مستقر ، رزين ، وقور ، ممتد رسالي كريم … !!!
《من 》حرف جر مشهور معروف ، معناه { إبتداء غاية } ، ويكون { بعضآ } ، وكما أنه يكون { صلة } ….
ولما يكون معناه { إبتداء غاية } فهو يعني نقطة إنطلاق وشروع بداية عمل رسالي إلهي ، وهو نشر دين الله الإسلام ، كلف به النبي محمد بن عبدالله رسول الله العظيم الكريم ، بما هو عمل نبوة وحمل رسالة ….. ، ولإستمرار ودوام وخلود هذه الرسالة الإلهية الى قيام يوم الدين ، لا بد* للنبوة * من إستمرار إمتداد وخلود ، ولا يصلح تكافئآ درجة صنو ومثل للنبوة إلا * الإمامة * ، فكانت الإمامة هي الإمتداد الرسالي الإلهي الطبيعي للنبوة …..
وحرف الجر { من } في المقولة النبوية مقصود هادف ، حكيم مختار ، ذو معنى جاد …… وهو ( أي * من * حرف الجر ) بمعنى { بعض } ، وهذا ما يؤكد أن الإمامة هي بعض النبوة ، وهي إمتدادها الرسالي الإلهي الطبيعي الذي يؤدي نفس هدف وغرض وغاية النبوة …… ولذلك لما أطلق رسول الله النبي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله مقولته الرسالية الإلهية الواعية الهادية الراشدة المرشدة المدوية الصارخة الفاضحة ، أراد أن يقول أن عليآ بن أبي طالب ونسله المعصوم الأحد عشر عليهم السلام ، هم 《 الإمامة 》 ….. الإمتداد الرسالي الإلهي ، لي أنا الرسول محمد بن عبدالله النبي《 النبوة 》، والبعضية هنا معناها هي الأصالة نفسها —- وهذا ما أشارت الى معناه آية المباهلة ، وأن عليآ عليه السلام هو نفس محمد صلى الله عليه وآله —- ……
وحرف الجر《 من 》 لما يكون معناه { الصلة } ، فهو في المقولة يكون معناه الإمتداد من نفس المعدن ، ويمتد تواصلآ نفس السنخ والمثل والنفس ، فتكون النبوة والإمامة بمثابة الواحد الممتد المتواصل الدائم الخالد …… وما الإنتساب البعضي من خلال إستعمال حرف الجر { من } بمعنى بعض ، إلا تعبيرآ عن نفس سنخ المعدن الواحد 《 النبوة والإمامة 》 على أن الأول الأصل النبوة هي نقطة إنطلاق وشروع تبليغ رسالة الله الإسلام الدين العالمي الحنيف ، وأن الثاني ( تحقيقآ لمعنى حرف الجر * من * ،،، بعض ) الذي هو { الإمامة } نفس سنخ { النبوة } …. الذي هو الإمتداد الرسالي الإلهي لنشر دين الله الإسلام …..
فالنبي محمد صلى الله عليه وآله هو نقطة شروع العمل الرسالي الإلهي { النبوة } ، وأن الإمام الحسين عليه السلام هو الإمتداد الرسالي الإلهي الطبيعي المستمر المتواصل للنبي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وإله ، العامل على نشر دين الله الخالد الإسلام ….. فيكون الإنتساب الأول《 حسين مني 》هو إنتساب إمتداد رسالي إلهي لنشر دين الله الإسلام ( مضافآ اليه صلة إنتساب الرحم ، وما الى ذلك ) ….. ويكون معنى الإنتساب الثاني في المقولة النبوية الرسالية الخالدة 《 وأنا من حسين 》هو إستمرار ودوام خلود المد الرسالي الإلهي الخالد المكلف به رسالة ، والذي نقطة شروعه وإنطلاقه هو 《 من 》 النبي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وإله ، فهو صلة إستمرار وتواصل وإمتداد وخلود العمل الرسالي الإلهي الخالد في نشر دين الله الإسلام الخالد ، وهداية الناس جميعآ الى الإسلام ، الرسالة العالمية الخالدة …..
فالنسب والإنتساب الأول 《 حسين مني 》 هو نسب وإنتساب إمتداد وتواصل وإستمرار …… والنسب والإنتساب الثاني 《 وأنا من حسين 》 هو نسب وإنتساب خلود الى يوم القيامة …..
وما التعبير اللغوي بحرف الجر { من } ، هو 《 أو ، ما جاء إلا 》لبيان نفس سنخ النوع والفصل ووحدة المسلك في الإستمرار والتواصل والإمتداد والدوام والخلود …..
فالنسب والإنتساب هو لأصل ثابت واحد ….. وهو هو العمل الرسالي الإلهي الواعي الجاد الهادف الداعي الهادي الى عبادة الله سبحانه وتعالى الواحد الأحد …..