بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
سجلت الحركة التجارية السنوية عام 2022 في جميع تفرعات هذا الممر نقل 20 ألف حاوية محملة بالنفط والحبوب والأخشاب والمعادن. بلغ مجموعها أكثر من 8 ملايين طن، بزيادة 65 % عن عام 2021، وذلك في ضوء ما جاء بتقارير وزارة النقل الروسية. وكان لهذا الممر الدور الحاسم في تغيير خرائط النقل العابر في تلك المنطقة. وعلى الرغم من هذه النتائج المقبولة إلا ان المشروع ظل دون مستوى الطموح، ومن المؤمل ان تكون له القدرة على تسهيل طرق التجارة الحالية. آخذين بعين الاعتبار ان هذا الممر لم يكن يحظى بالأولوية القصوى بالنسبة لروسيا قبل هذا التأريخ. حيث كان النشاط التجاري غير منتظم في العقود الماضية. وقد وجهت إيران انتقاداتها المباشرة في أوائل عام 2022 إلى موسكو بسبب فشلها في تطوير موانئها في بحر قزوين بما يضمن تفعيل التبادل التجاري بين البلدين. وكان للعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران الأثر السلبي في تردد البلدان الاخرى التي كانت تخشى من شمولها بالعقوبات المالية الأمريكية. الأمر الذي أضطر إيران إلى البحث عن طرق بديلة للالتفاف على العقوبات، فاختارت التعامل المباشر مع المدن الروسية الواقعة على نهر الفولغا. وانفقت حتى الآن 13 مليار دولار، في حين سعت روسيا في البحث عن شركاء تجاريين، وذلك بعد فقدانها الوصول إلى الأسواق الأوروبية بسبب غزوها لأوكرانيا. فانخفضت وارداتها من اوروبا عام 2022 بمقدار النصف، وانخفضت واردات أوروبا من روسيا أكثر من ذلك. فتوجهت روسيا نحو تسهيل إجراءات النقل عبر إيران لشحن منتجات البترولية والحديد والمعادن الخام الأخرى والأخشاب إلى جنوب آسيا المتعطشة للطاقة. وبحلول عام 2022 خصصت روسيا أكثر من 13 مليار دولار لنحو 52 مشروعاً للبنى التحتية في هذا الممر الحيوي. وفي مايو 2023 وقع بوتين اتفاقية لتوفير 1.7 مليار دولار لدفع تكاليف خط سكة حديد تربط إيران بأذربيجان، وهو الخط الرئيس على طول هذا الممر. ومع ذلك واجه المشروع مجموعة من العقبات الجيوسياسية والاقتصادية واللوجستية. .
وللحديث بقية. . .