بقلم : حسين المحمداوي ..
مرت الدولة العراقية بظروف معقدة وصعبة وكانت تواجه تحديات جسيمة على مستوى الأمن والسياسة والخدمات والعلاقات الخارجية التي شكلت عوائق في طريق بناء المؤسسات ومنها الوزارات الأمنية وما يرتبط بها من تشكيلات ومديريات وأجهزة ومعدات وأسلحة وأجهزة كشف حديثة وسواها من متطلبات نجاح العمل الأمني الذي كان من أصعب التحديات حيث سقط آلاف الأبرباء والمظلومين في جرائم متعددة قاعدية وداعشية مرتبطة بأجندات خارجية وداخلية مع تصاعد التدخلات والخلافات وبروز مشاكل بنيوية في الدولة بسبب تطلعات سياسية وممارسات طائفية وقومية جعلت مشروع الدولة عرضة إلى التهميش والتأخير والتعطيل وحتى التنكيل والتخريب المتعمد من قبل جهات عدة جمعها هدف واحد هو وقف عجلة التقدم المنشود بعد التخلص من الدكتاتورية وتبعاتها وما نتج عنها من تدمير للدولة التي كانت أسيرة النزعة الفردانية والهيمنة والتسلط المقيت .
حكومات متعاقبة حوصرت بكل تلك التداعيات حتى بدأ العراق أشبه بسفينة تملؤها الخروق والثقوب والتصدعات وتمزقت من الأشرعة ولا يهتدي قبطانها إلى بر يرسو فيه وكانت تلك الحكومات جزءاً من الأزمة وتداعياتها الصعبة والمعقدة ، بينما كانت التطلعات تصبو إلى حكومة قوية فاعلة تجتمع فيها الأرادة والعزيمة تنتشل العراق من حالة الضياع حيث ظهر أمل جديد مع تشكيل حكومة السيد السوداني الذي تحدث عن الإنجاز الحقيقي وليس الموهوم الذي يتحدث عنه البعض بوصفه منجزاً عالياً ، لكنه ليس فعلياً وواقعياً وحقيقياً لأن الدولة العراقية بحاجة إلى بنية تحتية أساسية وخدمات عامة كبيرة مع تزايد أعداد السكان وحاجاتهم التي لا تتوقف بل تزداد ومعها يزداد الضغط الشعبي الذي لا يرحم والذي يتطلب المزيد من الجهد والعطاء والعمل المستمر وهو ما طبع أداء الحكومة الحالية التي تجتهد وتقنع الناس بأنها بالفعل حكومة معطاءة وعليها إجماع شعبي ورسمي سواء من ناحية الدعم ، أو من التوجيه والمساندة الفاعلة .
العمل الحقيقي الذي نشاهده هو اليوم مرتبط بأداء فاعل حقيقي خاصة من الناحية الأمنية وكانت وزارة الداخلية في مستوى المسؤولية والجهد والعطاء بعد تولي السيد عبد الامير الشمري المسؤولية الأولى فيها وهو المعروف عنه العزم والحزم والخبرة والدراية والتفاعل مع المنتسبين حيث يمارس دوره بطريقة مختلفة غير تقليدية فهو يراقب أداء المديربات والأجهزة والمنتسبين من ضباط ومراتب وأجهزة وكان واضحاً قيامه بالمحاسبة المشددة ومتابعة كل صغيرة وكبيرة وتشديد العقوبات مع تكريم وتقدير كل جهد وفقاً لمبدأ الثواب والعقاب الذي هو من سمات أي عمل وجهد إداري ومهني ويتطلب الفعالية العالية دون تردد ودون مجاملة . فهذا الرجل الشجاع هو من أعمدة الحكومة ومن أسباب نجاحها وكلنا داعمون له ومقدرون جهوده تلك .