بقلم : سهاد الشمري ..
في كل مناسبة أو عطلة أو عيد نجد مئات الآلاف من العراقيين ومن مختلف المحافظات يتوافدون على الإقليم ، فترسم صورة بهية وبعناوين شتى وأبرزها ( الإقليم يفرح معنا )
واصبحت هنالك عادة عند أغلب العراقيين هي زيارة الإقليم بمناسبة او بدونها لأيمانهم وشعورهم بأنهم في واحة خلقها الله للجمال والتعايش والتآخي والوئام .
فبرغم الميزانيات الإنفجارية والتي خصصت للمحافظات الجنوبية ، لم يلمس المواطن أي منجز بالمقارنة مع الإقليم والذي بأقل من ربع ماخصص لمحافظة واحدة حقق طفرة عمرانية وخدمية وثورة بالطرق والجسور وإعمارا قورن بالدول المتقدمة،الذي حصل في الاقليم ببساطة هو بوجود الضمير السياسي والحنكة والحكمة لدى الزعيم مسعود بارزاني والذي حوّل الإقليم لساحة جذب الشركات والأستثمارات والذي أصبح اليوم ملاذ العراقيين في فرحهم وحتى في أيام النزوح حين استقبل الملايين والباحثين عن الأمن والإستقرار، وهذا المنجز لم يأتي صدفة بل جاء نتيجة تخطيط ومثابرة وجهد وعناء وخطة للوصول الى المبتغى .
والسؤال الذي يتبادر للأذهان لماذا لم تعمر محافظاتنا وتزدهر وتصبح جنائن لما تمتلكه من مقومات أن تصبح كباقي المدن المتطوره؟؟؟
وهل إن الفساد هو السبب والذي أصبح جائحة تهدد العملية السياسية؟؟ وهل ان الإرادة والإدارة قد غابت عن صانع القرار؟
والجواب الشافي والوافي نعم كل ماسبق كان سبباً في ويلات وخيبات الشعب العراقي ، ولم تكن هنالك عقلية قادرة على عبور المرحلة ولم تكن جدّية في التعاطي مع الأحداث ووصلنا لنهايات غير محمودة ودفع الشعب ومع الأسف فواتير لاتنتهي من الحرمان وفقد المواطن كل الثقة بهذه الطبقة والدليل ان الإنتخابات السابقة لم تسجل حضوراً يذكر .
وهنا تكمن الصورة مابين من قدّم لشعبه وأرضه بأموال قد لاتذكر مقارنة مع من لم يقدم لأبنائه وبناه التحتية شيئاً يذكر مع وجود أموال لاتقدر ولاتحصى، وحين أدرك المتصدي والذي تلقى عليه المسؤولية سارع بقلب الحقائق وبعثرة الأوراق لتغطية فشله، وحمل الإقليم مسؤولية ماجرى وأرسل مفاهيم جديدة بأن اربيل هي من أخذت حصة البصرة وباقي المحافظات وهو يعلم جيداً ان هذا الخطاب ماعاد يجدي نفعاً فالمواطن اليوم أكثر وعياً وإدراكاً وهو يعلم جيداً من كان وراء الخراب، ومن هو المسؤول عن ماجرى طيلة عقدين من الخراب والفشل.
والآن وبعد كل ماجرى يتبادر للأذهان سؤال في غاية الأهمية
لماذا لاتنقل تجربة الإقليم الناجحة لباقي المحافظات؟؟؟؟
والجواب نعم يمكن نقل التجارب الناجحة وتعميمها بباقي المحافظات بشرط وجود النيّة والارادة والوطنية فما عاد المواطن يلتفت لمهاترات البعض واستعراضات البعض الآخر، وجل اهتمامه الآن بتقديم خدمات تتوازى مع حجم الانفاقات .
والإقليم وفي كل مناسبة كان السبّاق لأيجاد مناخات حلٍ وتجسير علاقات طيبة وحاول جاهدا بنقل تجربة الإقليم لبغداد وباقي المحافظات لأعتقاده وايمانه بأن المواطن خدمته واجبة سواء كان في زاخو أو كان في البصرة .
لتجعل القوى السياسية من هذا العيد وأجوائه للتقارب والرجوع للأتفاقات السياسيه المبرمة ، وعدم الرجوع للوراء ، لأن الخاسر بعد ذالك ليس المواطن فحسب بل الطبقة السياسية والتي لم تحسن التدبير والاستىفادة من أخطاء وخطايا الماضي .