بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
بداية لابد من التذكير بغرابة المسميات التي سنسلط عليها الاضواء في هذه المقالة:-
- اسم (TITANIC): يعني السفينة الخارقة التي لا تغرق ولا تُحرق. .
- واسم (TITAN): يعني الجبار – الخارق – القاهر – القوي – العملاق، الذي لا يُهزم. .
فشاءت الاقدار ان تتحطم السفينة العملاقة والغواصة الخارقة في مكان واحد، وفي أول رحلة، فيُدفن حطام السفينة والغواصة جنباً لجنب في مقبرة واحدة وفي قعر مظلم. .
يراودني سؤال ساذج وبسيط، لكنه يثير الفزع في مناقشة رحلة البحث عن كبسولة الغطس (TITAN) التي تحطمت تحت عمق 4000 متر في جوف المحيط الأطلسي. وكانت تتعرض لضغط يعادل 400 كيلوغرام لكل سنتمتر مربع من قشرتها الخارجية. (أي 400 ضغط جوي أو 6000 رطل لكل بوصة مربعة)، ولك ان تتخيل زخم القوة الساحقة التي يولدها هذا الضغط الهائل عند تهشيمه قشرة الكبسولة. وتخيل أيضاً مدفع إطفاء يقذف الماء بقوة لمسافة 4000 متر، ثم تأتي أنت لتقف بمحض إرادتك بمواجهة فوهة المدفع، لا شك ان قوة الماء ستخترق جسمك بمنتهى السهولة، وكأنها جبل ينهار بكامله فوق رأس بعوضة. .
دعونا نعود لطرح سؤالنا الساذج عن القاسم المشترك بين حروف هذه الرحلة الغبية المأساوية المكلفة ؟. فالسفينة الغارقة منذ القرن الماضي هي: (TITANIC)، والكبسولة الغاطسة اسمها: (TITAN)، وهي مصنوعة من معدن التيتانيوم: (TITANIUM). وبالتالي فان الحروف المرعبة الجامعة لكل المسميات التي رافقت تلك المأساة منذ عام 1912 ولغاية عام 2023 تتمثل بالحروف المشفرة: (TNT) التي ترمز لأخطر المواد المشؤومة بسبب قوتها التفجيرية المدمرة، ويسمونها ثلاثي نترو التولوين، وصيغتها الكيميائية: C6H2(NO2)3CH3. .
كل العلامات والدلالات تؤكد على توخي الحذر والابتعاد عن حطام السفينة المشؤومة TITANIC التي اكد الناجون منها أنها غرقت بفعل انفجار مدوي مدبر، ولم تصطدم بجبل جليدي. ثم جاء الاثرياء الخمسة ليحشروا اجسامهم داخل الكبسولة TITAN ليقضوا جميعهم بانفجار داخلي. آخذين بعين الاعتبار الفرق بين الانفجار الخارجي Explosion والانفجار الداخلي Implosion الذي يحدث عندما يكون الضغط الخارجي للماء مرتفعاً لدرجة أنه يتغلب على مقاومة هيكل الكبسولة، مما يتسبب في تشوهها وانكسارها وانكماشها إلى الداخل. .
يمكن أن يحدث هذا عندما تغطس الغواصة إلى ما هو أبعد من الحد الذي يمكنها تحمله. فيولد الانفجار صدمة عظيمة تضغط على الهواء والماء، وتخلق فقاعة فراغ تنهار بعد ذلك بقوة كبيرة. ويمكن أن يكون صوت الانفجار الداخلي تحت الماء مرتفعاً جداً، ويمكن سماعه على بعد أميال. .