بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
بداية لابد ان نؤكد هنا ان الذين ينفخون في أبواق التحريض الطائفي لا دين لهم على الإطلاق. وذلك على الرغم من تظاهرهم بالتدين. لأنهم يتلقون توجيهاتهم من المنظمات الظلامية الغارقة في مستنقعات الحقد والكراهية، فهؤلاء لا يعملون مجاناً، ولا يؤدون هذه المسرحية السمجة بلا مقابل. .
تتعالى أصواتهم بخطابات مستفزة مشحونة بالشتائم واللعنات ضد الجنس البشري في كل مكان. نسمعهم يهتفون ليل نهار. يطلقون دعواتهم بمكبرات الصوت، وعبر مواقع التواصل. يخاطبون اتباعهم بلغة متشنجة مفتعلة معادية للإنسانية. لا يشعرون بالملل، ولا يترددون من تكرار صيحاتهم التالية في كل محفل:-
((اللهم عليك بالنصارى. اللهم عليك بالاباضية، اللهم اخسف الأرض بالشيعة. اللهم احرقهم. اللهم شردهم ودمرهم وأذلهم وانتقم لنا منهم وانصرنا عليهم. اللهم لا تذر على الأرض منهم ديارا. اللهم اجعل رقابهم تحت سيوف أبناءنا)). .
بهذه الكلمات يختمون حملاتهم التحريضية التي لا تتوقف ولا تهدأ ولا تتغير. وهي بطبيعة الحال موجهة ضد الناس كافة. .
لهم أكثر من منبر في معظم البلدان العربية والاسلامية. يتحدثون بحماس متجدد، ونبرة موتورة مكرسة لتأجيج الضغائن والفتن. .
تسعى معظم شعوب الأرض الآن نحو التقارب والتلاحم، ونحو تجاوز الخلافات العرقية والطائفية. بينما يسعى هؤلاء لتعميق الخلافات وإشاعة الفوضى. وابتكروا هذه الأيام طريقة درامية جديدة لنشر افكارهم المسمومة بحركات إيمائية يتظاهرون فيها بالنحيب والبكاء. فيتصنعون الحزن والتألم اثناء نشر دعواتهم المتطرفة لقتل الناس وذبحهم على الهوية. .
قبل بضعة أعوام قررت السعودية إغلاق مكتب قناة (وصال) الدينية، واتهمتها بتأجيج الفتن بعد مقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص في هجوم على شيعة يحيون ذكرى عاشوراء. وهذا ما ينبغي ان تسعى إليه الحكومات الواعية والقيادات الحكيمة. مع وجوب الالتفات إلى تغيير المناهج وطرق التدريس وتدريب المعلمين وتأهيل أئمة المساجد. .
فالطائفية: فتنة الماضي والحاضر والمستقبل. وحناجر هؤلاء أبواقها التحريضية، وخناجرها المخبئة تحت جلباب التطرف. .