بقلم: اياد السماوي ..
عندما صدر قرار المحكمة الاتحادية العليا المرّقم ( ١٦٩ / اتحادية / ٢٠٢١ ) في ٢ / ٣ / ٢٠٢٢ ، والذي ألغى لجنة الأمر الديواني رقم ٢٩ باعتبار تشكيلها كان مخالفا للدستور ، كان من المفترض أن يقوم مجلس القضاء الأعلى بإلغاء كافة القرارات والأحكام والإجراءات والتحقيقات التي قامت بها لجنة الأمر الديواني رقم ٢٩ ، بناء على القاعدة القانونية ما بني على باطل فهو باطل ، ومن جهة أخرى فإن قرارات المحكمة الاتحادية العليا ملزمة بموجب الدستور العراقي لكافة السلطات بما فيها السلطة القضائية .. لكنّ القضاء العراق وللأسف الشديد لا زال متمسكا بكافة قرارات وإجراءات وتحقيقات هذه اللجنة التي ثبت تورطها بارتكاب جرائم التعذيب الجسدي والنفسي ، ولا زال ضحايا لجنة الأمر الديواني الذين انتزعت منهم اعترافات تحت التعذيب الوحشي يساقون إلى المحاكم بناء على هذه الاعترافات المنتزعة تحت التعذيب .. في الوقت الذي كان من المفترض إلغاء كافة هذه الأحكام وإطلاق سراح كافة المحالين إلى هذه اللجنة وتقديم كافة اعضاء هذه اللجنة بتهمة ممارسة التعذيب الوحشي ضد المعتقلين ..
وقبل أيام أصدرت محكمة التمييز الاتحادية الموسعة قرارها المرّقم ( ٤٩٩ / الهيئة الموسعة الجزائية / ٢٠٢٣ ) والقاضي بنقض كافة القرارات المميزة الصادرة من محكمة تمييز الرصافة بالدعوى ( ٢٣٧٨ / ج. م / ٢٠٢١ ) في ٧ / ٥ / ٢٠٢٣ .. حيث اعتمدت محكمة التمييز الاتحادية الموسعة قرارها أعلاه على عدم قانونية تحقيقات لجنة الأمر الديواني رقم ٢٩ ..
وكما اعتمدت محكمة التمييز الاتحادية الموسعة قرارها هذا استنادا إلى قرار المحكمة الاتحادية العليا ١٦٩ / اتحادية / ٢٠٢١ . نطالب مجلس القضاء الأعلى تنفيذ قرار المحكمة الاتحادية الخاص بلجنة الأمر الديواني ٢٩ ، وإلغاء كافة الأحكام والقرارات والإجراءات التي قامت بها لجنة العار ٢٩ ، وإطلاق سراح كافة المتّهمين الذين لا زالوا قيد الاعتقال ، وإعادة الاعتبار للمعتقلين الذين اكملوا محكومياتهم واطلق سراحهم ، وإلغاء كافة التحقيقات التي لا زال القضاء يترافع عنها ، بالرغم من هذه الاعترافات باطلة .. لقد كانت لجنة الأمر الديواني ٢٩ صفحة سوداء في جبين القضاء العراقي ، واستمرار العمل بتحقيقات وإجراءات هذه اللجنة ، هو عار مرّكب في جبين القضاء العراقي إن لم ينتفض هذا القضاء ليزيل هذا العار من جبين قضاءنا .. آن الأوان لإزالة هذا العار وطي صفحة أبو رغيف التي شوهت وجه التاريخ ..
أياد السماوي
في ٩ / ٨ / ٢٠٢٣