بقلم : جبار المشهداني ..
استثمار القوة الناعمة وسط خلافات متوحشة .
لم استغرب التباين الواضح بين من روج وطبل بشكل فاضح لما أعلن عنه من زيارة الإعلامي الرياضي الأبرز مصطفى الأغا ولقاءه المتلفز مع رئيس مجلس الوزراء الأستاذ محمد شياع السوداني وما تضمنه من معلومات رياضية ومحاور غير سياسية وهذا الترويج الرخيص الذي يحاول أصحابه تسويق فكرة أنهم( أي المروجين ) من المقربين من السوداني وأنهم سدنة معبده الإعلامي المخلصين.
وعلى الطرف الآخر يحاول فريق أكبر من الأول بكثير تحميل اللقاء اكثر مما يحتمل بأعادة التذكير بما فشلت في حله الحكومة من ملفات مهمة اقتصادية وسياسية وخدمية.
ولأن التطرف في الحكم على اي خبر أو حدث سمة عراقية حصرية أريد التماهي مع تطرف الطرفين فأقول.
للمروجين والمطبلين عليكم الإنتباه بشكل جيد جدا فأنتم تحرقون أي منجز للسوداني بترويجكم الغبي المباشر الساذج والذي يعيدني الى مقالات المديح لفترة ما قبل الاحتلال ولأن معظمكم لم يكن يقرأ أو يكتب أو ينشر بحكم العمر طبعا في ذلك العهد أنصحكم بأعادة النظر في طريقة تفكيركم وكتابتكم لأن ما تنشرونه اليوم سيبقى حجة دامغة عليكم ولقرون قادمة بفعل ثورة الإتصالات والأرشفة والتوثيق وبدلا من هذه الكتابات المتملقة المباشرة بحروفها الدبقة اللزجة فكروا بمنهجية إعلامية متطورة وحديثة ومقنعة للرأي العام الذي يبحث عن خبر صحفي طازج مليء بالمعلومة التي تشبع فضوله.
من وجه الدعوة للأغا وكيف تمت وهل هي مدفوعة الثمن؟.
لماذا يختار الأغا ضيفا سياسيا بحجم رئيس مجلس الوزراء العراقي وهو يواجه الآن سلسلة من التحديات أهمها عدم نجاح فريقه الإعلامي والاستشاري في توضيح قضايا كبيرة وحساسة أثارت رعبا في الشارع العراقي لعل أهمها.
فشل مشروع طريق التنمية وقضية الربط السككي مع إيران.
وهنا سيكون جوابكم الجاهز هناك جهات سياسية من داخل وخارج الحكومة تريد أفشال حكومة السوداني…… .
نعرف هذه البديهية التي حذرنا منها مع بدء الحكومة الحالية فكيف واجهتم هذه الإرادة السياسية المتوقعة في ظل التدافع السياسي الذي إنتهى بليلة من قتال الأخوة ودماء عراقية سالت على بوابات الخضراء ومداخلها ؟ .
لم يعد الإعلام تطبيلا وحين يتحول الإعلامي الى ( مهوسجي ) عليه ان يعلن ذلك بكل وضوح لكي نتعامل معه (ونعذره ) لأن المجتمع يتفهم على مضض تطرف المهوال حين يبالغ في إطلاق التوصيفات على الشخص الممدوح طمعا في كرمه وزيادة العطاء والفرق هنا ان الشيخ المعني بالمدح يعطي من جيبه مبلغا من المال للمهوال وتنتهي الحكاية فيما ينتظر( المهوال الإعلامي ) مبلغا قد يدفع من ( جيب الشعب ) أو منصبا أو إعلام الآخرين انه من أصدقاء الرئيس السوداني وذلك أمر يجلب له الكثير من المنافع القريبة والبعيدة .
وعلى الطرف الثاني المستنكر والناقم على هذا اللقاء الرياضي ان يكون أكثر اعتدالا في حكمه وأكثر انصافا وهنا علينا أن نفرق بين هجمة إعلامية منسقة ومخطط لها تقودها جهات سياسية تريد ابتزاز حكومة السوداني أو جهات افلست أو على وشك وأخرى متضررة من اي نجاح قد يحققه السوداني أو حكومته التي ما زلت أراها متعثرة الخطا وواهنة.
وبين رأي لمواطن يريد تحقيق كل شيء في يوم واحد لأن الطبقة السياسية الحاكمة تعده بتصديرالكهرباء وليس إصلاحها وتعده بالمترو والرفاهية وموقع العراق الستراتيجي وميناء الفاو والضمان الصحي دون أن تكلف نفسها وفرقها الإعلامية مشقة شرح ما يحصل بعيدا عن نظرية المؤامرة وانتهاج بعضا من الشفافية في التعامل مع المواطن .
تخيلوا لو ان تصريحا يقول للناس ان طلبا تقدمت به قناة MBC لإجراء لقاء تلفزيوني مع رئيس مجلس الوزراء مع الإعلامي الشهير مصطفى الأغا وقد وافق الرئيس السوداني على المقترح مشترطا ان يكون في يوم عطتله الرسمية يوم الجمعة أو ليلا بعد انتهاء مهام عمله الرسمي وجدول مقابلاته( الممتليء جدا ) .
هل هذا صعب عليكم يا مكتب إعلامي أو مستشاري الرئيس؟.
واذا قلتم ان وقت الرئيس هو ملك له وهو حر في لقاء من يريد وهو صاحب الحق الحصري في فعل ما يريد وقتما يريد سيأتيكم الجواب قويا مزلزلا.
تقنيات الأداء الإعلامي التطبيلي لا تتسق مع نظام سياسي ديمقراطي منتخب .
انتهى زمن الهتافات للزعيم الأوحد والى الأبد.
ولا تحرموا الناس من المنجز الوحيد وهو حرية التعبير عن الرأي مع تأكيدي الدائم ان لا تتعدى هذه الحرية حدودها ولا تشخصن الأمور وتكون في حدود الأداء المهني وليس فرصة للاستهداف الشخصي.
مصطفى الأغا أهلا وسهلا بك في العراق ولست معنيا بحوارنا الداخلي فأنت إعلامي تجيد اقتناص الفرص وتسجيل السوبر هاتريك وهذا جزء من مزايا اي إعلامي يريد الحفاظ على سلسلة نجاحاته وسط منافسة شديدة بعضها رياضي ومعظمها يرتبط باجندات سياسية او اقتصادية وهذا الأمر ليس معيبا بعد ان حققت دول حديثة طفرات كبيرة في استثمار قوتها الناعمة والتي يشكل الأغا احد اذرعها القوية المعلنة .