بقلم:د. كمال فتاح حيدر ..
فجأة ظهر علينا المتنبئ الهولندي فرانك هوغربيتس ليعطينا أدق التفاصيل عن مكان وزمان وقوة الزلازل التي ستقع بعد بضعة اسابيع أو بعد بضعة أيام. . أشتهر هذا الرجل منذ الشهر الثاني من هذا العام 2023 أي بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، فقد نشر تحذيراً بوقوع الزلزال قبل 3 أيام من وقوعه، ليصبح فجأة من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، ثم نشر فيما بعد تنبؤات مشؤومة يحذر فيها من وقوع زلزال هائل بقوة 8.5 في تركيا. وقع الزلزال بالفعل في المكان الذي حدده، وفي التوقيت الذي حدده، وبالقوة التي حددها. .
ودخلت العرّافة (ليلى عبداللطيف) على الخط وراحت هي الأخرى تحذرنا من زلزال سيضرب مملكة المغرب في ليلة السبت الموافق الثامن من شهر ايلول (سيبتمبر) عام 2023. وسيكون بقوة 7 درجات على مقياس ريختر. ثم وقع الزلزال بالفعل في المكان الذي حددته (ليلى) وفي المكان الذي حدده (فرانك) الهولندي أيضاً. .
لكن الحقائق المتوفرة لدينا ان المراصد الجوية لا تستطيع التنبؤ بالزلازل، ويتعذر عليها ذلك. ولا توجد منظومات أو أجهزة قادرة على رصد تحركات الصفيح القاري، أو قادرة على رصد النشاطات التكتونية. .
أغلب الظن ان هولاء يتلقون تعليماتهم من جهات خفية تمتلك المؤهلات والأسلحة القادرة على افتعال الزلازل، وافتعال الموجات المدية الكاسحة. والدليل على ذلك هو هذا التطابق بين ما تقوله (ليلى) وما يقوله (فرانك)، سيما ان (ليلى) غير متخصصة في هذا المضمار. ولا ندري كيف استطاع كل منهما تحديد مكان الزلزال وزمانه وقوته وتوقيتات هزاته الارتدادية، بينما عجزت أكبر المراصد في تلك البلدان. واقتصر دورها بتسجيل الأحداث حين وقوعها، وليس قبل وقوعها. واللافت للنظر ان الزلازل التي ضربت في تركيا، وكذا الزلزال المغربي الأخير، سبقتها ومضات ضوئية هائلة سجلتها عدسات المراقبة قُبيل وقوع الزلازل ببضعة دقائق، ومن دون ان تكون السماء ملبدة بالسحب. .
وبالتالي لابد من وجود جهة مجهولة تتولى تزويد ليلى وفرانك بالمعلومات لكي يقرأونها علينا. .
والله أعلم. .