بقلم: نصير ممدوف ..
تحتفل جمهورية أذربيجان يوم 27 سبتمبر- ايلول ، الذكرى الثالثة للحرب الوطنية، التي تمكن خلالها الجيش الأذربيجاني من تحقيق الانتصار الكاسح لأذربيجان عام 2020، بقيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة، فخامة رئيس جمهورية أذربيجان،السيد إلهام علييف، وتم استرجاع إقليم كاراباخ الذي احتل منذ حوالي 30 سنة، من طرف أرمينيا، خلال 44 يوما من الحرب، والتي عُرفت عند الأذربيجانيين باسم “عملية القبضة الحديدية”.
لقد أظهرت حرب الـ 44 يومًا أن جيشًا قويًا لديه أسلحة حديثة لا تكفي للانتصار في الحروب الحقيقية وانما يحتاج الجيش الذي يريد الانتصار إلى قائد عظيم ذو خبرة مع اسلحة حديثة بحيث يمكنه التحمل جميع أنواع الضغوطات في المجالين العسكري والدبلوماسي. ومن المشرف ان نقول ، كان أحد العوامل التي جلبت النصر لأذربيجان خلال حرب الـ 44 يومًا في كاراباخ وجود شخصية وطنية ذو خبرة في المجالين السياسي والعسكري وقائد أعلى للقوات المسلحة مثل الرئيس الهام علييف .
جيشا وطنيا منظما
خلال الحرب التي استمرت 44 يومًا ، قاد الرئيس الأذربيجاني علييف جيشًا وطنيا منظمًا حارب على جبهات عدة مع أنصار وداعمي أرمينيا في المجالات الدبلوماسية والسياسية ومازال يحارب حتى هذه اللحظة .
سياسة الرئيس علييف في المنطقة قبل وبعد الحرب هادفة إلى الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة على عكس أرمينيا التي كانت تحتل اراضينا وتقوم بعمليات استفزازية تجاه وطننا ، والان كما في السابق تبذل أذربيجان قصارى جهدها لإحلال السلام في منطقة القوقاز . بالطبع ، لعب انتصارنا التاريخي في حرب الـ 44 يومًا دورًا مهمًا في السياسة الخارجية الناجحة للرئيس مع الدول الأجنبية ، خاصة مع الدول العربية ، حيث لدينا قيم دينية وتاريخ مشترك وخلال حرب كاراباخ الثانية ، وقفت معظم الدول العربية إلى جانب أذربيجان في قضيتها العدالة ولم تدخر دعمها السياسي والدبلوماسي.لهذا السبب نحن ممتنون دائمًا لتلك البلدان الصديقة .
اعادة الاعمار في الاراضي المحررة
يواصل فخامة الرئيس اليوم، عملية إعمار الأراضي التي تم تحريرها وضمان تنميتها، كما عمل على تشييد البنية التحتية، بشكل يجعل منطقة كاراباخ منطقة اقتصادية مهمة، لا سيما أنها تتمتع بتراث تاريخي وثقافي غني وطبيعة ساحرة، وذلك لتمكين السياح من زيارتها وكذا توفير ظروف ملائمة لإعادة السكان إلى بيوتهم وأراضيهم الأصلية
الاهتمام الكبير الذي يحظى به إقليم كاراباخ من الحكومة المركزية في باكو بعد عملية التحرير، يظهر في عمليات إنجاز البنى التحتية، سواء على مستوى الضخامة والسرعة، ، أن أذربيجان دخلت “نادي الكبار” في هذا المجال، بعد بناء “مطار فضولي الدولي” في مدة 8 أشهر، وهذا لاختصار الطريق نحو مدينة شوشا.
المطار الذي أنجز في هذا الظرف القياسي لا يختلف عن أي مطار دولي في العالم، من حيث التجهيزات والاتساع والتأمين، مع توفره على كافة المقومات.
وبلغة الأرقام “تم تخصيص الموارد الضخمة لإعادة الإعمار، الأول بـ1.5 مليار دولار، وتمت إضافة ميزانية ثانية بقيمة 1.5 مليار دولار، والهدف توطين مليون مواطن نزح مع بداية الاحتلال الأرميني للإقليم، وفي مدينة فضولي فقط ، حيث سيقطنها قريبا 100 ألف نسمة”.
القوات الارمنية الغير شرعية
على الرغم من البند الواضح في البيان الثلاثي الصادر في 10 نوفمبر – تشرين الثاني 2020 بشأن انسحاب القوات الأرمينية ووقف جميع الأنشطة العسكرية، لا تزال القوات الأرمينية غير الشرعية المتبقية في أراضي أذربيجان تشارك في أنشطة ارهابية منها نشر الألغام على الطرق وقتل الناس المدنيين . وتشكل خطرًا أساسيًا على أمن وسلامة سكان المنطقة.
في عملية مكافحة الارهاب المتواجد في الاراضي المحررة التي جرت مؤخرا أكدت أذربيجان أن الإجراءات المتخذة تستهدف التشكيلات العسكرية والبنى التحتية العسكرية غير القانونية، “ولا تستهدف المدنيين”.
ودعت إلى ضرورة ابتعاد المدنيين الأرمن عن الأهداف العسكرية.
وجددت أذربيجان أن استمرار وجود وحدات من القوات المسلحة الأرمينية في إقليم قره باغ بأذربيجان يتعارض مع أحكام البيان الثلاثي المؤرخ 10 نوفمبر – تشرين الثاني 2020، ويشكل تهديدًا خطيرًا للسلام والاستقرار الإقليميين.
إن الطريق الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة هو الانسحاب الكامل وغير المشروط للقوات المسلحة الأرمينية من منطقة قره باغ في أذربيجان وحل النظام المزعوم”.
اليوم، أذربيجان تدعو ممثلي السكان الأرمن في منطقة كاراباخ الذين يعيشون فيها إلى حوار مفتوح وحقيقي حول إعادة الاندماج إلى المجتمع الأذربيجاني.
و لقد اكدت أذربيجان في مناسبات عديدة أن دستور أذربيجان ينص على ضمان حقوقهم وأمنهم وكذلك التزاماتهم كأقلية للتعايش في كاراباخ ، وهذا يشمل حقوقهم الدينية واللغوية والبلدية التي يتم احترامها.
وأنتهز هذه الفرصة لأعبّر نيابة عن شعب وحكومة جمهورية أذربيجان عن أعمق امتناننا وشكرنا لحكومة وشعب جمهورية االعراق لمواقفهم المشرفة في مساندة اذربيجان في كل المحافل العربية والإقليمية والدولية في استرجاع اراضيهم المقدسة في كاراباخ، واليوم يمكننا أن نقول بكل ثقة واطمئنان إنه خلال السنوات الماضية تمكنت أذربيجان بقيادة الرئيس إلهام علييف من تحقيق الإنجازات في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وضمنت مستقبلها ومستقبل أبنائها، واكتسبت تقدير دول العالم، وتحولت إلى دولة فعّالة، تؤدي واجباتها على المستويَين الوطني والدولي.