بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
حتى الاحزاب الفاشية والتنظيمات النازية والكيانات المتطرفة المؤمنة بأفكار الفصل العنصري، لا تفرق بين طفل ياباني وطفل ألماني، ولا تفرق بين طفل كندي وطفل ارجنتيني، فالاطفال في جميع أنحاء العالم يحظون بالتقييم نفسه في المعايير الإنسانية والتربوية. بيد ان ما حدث قبل بضعة أيام داخل الكنيست الاسرائيلي وضع العالم كله أمام تصنيف مخيف للطفولة في العقيدة الصهيونية. وظهرت تلك الفوارق جلية في اعتراضات اعضاء الكنيست ضد كلمة النائبة (عايدة توما سليمان)، التي كانت تتحدث باللغة العبرية، فقالت : (يلد هوه يلد)، واليلد: هو الولد أو الطفل، بمعنى ان الطفل هو الطفل، ولا فرق بين الطفل الاسرائيلي والطفل الفلسطيني، فضجت قاعة الاجتماع بالاعتراضات والاحتجاجات على فكرة المساواة بين الطفل المسلم والطفل اليهودي. وانتشرت المقاطع الموثقة بالصوت والصورة في معظم منصات التواصل، وشاهدها الناس في كل مكان. فكتبت (عايدة) على حسابها الرسمي في الفيسبوك: (يعتقدون ان دماء شعبنا واطفاله لا تساوي شيئا، ويحاولون تكميم أفواهنا، وقد أسكتوني اليوم عندما كنت أقف على منبر الكنيست. رافضين المساواة بين الطفل الفلسطيني والطفل الاسرائيلي). . وذكرت أيضاً على صفحتها: (قلبي على أطفال غزة ونسائها واهلها). .
وعلى السياق نفسه انتشر مقطع فيديو لأب يهودي، يجلس في سيارته إلى جانب زوجته، فيما يجلس أطفاله الثلاثة في المقعد الخلفي. وكان الأب ممسكاً بكعكة خلال مروره بصحراء النقب، وهو يسأل أطفاله: (من يريد إطعام بدوي ؟) مشيراً إلى طفلين عربيين يقفان إلى جانب السيارة. وكان الأب اليهودي يتعامل مع الأطفال العرب كما لو كانوا حيوانات. وذكرت صحيفة معاريف العبرية ان الفنان (روعي عوز) هو الذي صور الفيديو، وهو الذي نشره. وذكرت النائبة العربية بالكنيست (هبة يزبك) في تغريدة: ( أن الفيديو هو نتاج السياسات العنصرية والقمعية السائدة هنا في إسرائيل). وذكرت أيضاً: (من المؤسف أنه ربّوا أجيالاً كاملة على الكراهية، وعلموهم على التعالي، ويعلمون أولادهم الآن على التصرف بشكل عدواني مع الغير). .
لقد كشفت لنا هذه الممارسات، بما لا يقبل التبرير، الطريقة التي يفكر بها هؤلاء الصهانية تجاه المواطنين العرب، وكيف يعلمون أولادهم على احتقار بقية الشعوب والتعالي عليهم. .