بقلم : فراس الغضبان الحمداني ..
كلمة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مؤتمر القاهرة الدولي للسلام مثلت صوتاً حراً لم يكن محابياً ولا مجاملاً كما يفعل عادة الزعماء . فالحديث عن حماس مثلاً بوصفها سبباً في المشكلة ودافعاً للعدوان الصهيوني مجافاة للحقيقة بإعتبار أن حماس نتيجة طبيعية وظهور غاصب للإحتلال الصهيوني لأرض فلسطين المقدسة . وكان ظهور حماس وكتائب القسام وحركة الجهاد وحتى منظمة التحرير الفلسطينية رداً على الإحتلال وترسيخاً لمبدأ المقاومة ورفضاً للهيمنة والتهجير والقتل والتدمير الممنهج لكل شيء ، لأن الإحتلال وضع على قوائمه كل شيء في فلسطين ليكون هدفاً للهمجية والقصف والتدمير سواء كان منزلاً أو بستان زيتون أو مدينة أو قرية أو حقل ذرة أو طريقاً وحتى الحيوانات كانت هدفاً معلناً عبر 75 عاماً مرت من عمر القضية التي يراد تصفيتها بكل وسيلة وطيها إلى الأبد خاصة مع الحديث المتزايد عن نقل الفلسطينيين في غزة الصابرة إلى سيناء لتوطينهم ومحاولة إغراء مصر التي تعرف اللعبة وتدرك حجم المأساة التي تسبب بها العدوان الصهيوني الغاشم وما يطال الشعب الفلسطيني وعدالة المواجهة التي يقودها هذا الشعب الجبار في وجه الإعتداءات السافرة والوحشية الغادرة التي يمارسها الكيان المحتل في كل لحظة ، ولذلك رأينا موقفاً متشدداً من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أكد أن نقل سكان غزة إلى سيناء يمهد لنقل سكان الضفة الغربية إلى الأردن وتسائل لماذا لا يفكرون في صحراء النقب مثلاً ؟ .
الرئيس محمد شياع السوداني أكد ذلك في كلمته في القمة ونبه إلى أن ما يجري في غزة لا يمكن السكوت عليه وأن العالم مسؤول عن كل ما يجري من إبادة وحشية بسكوته المريب وتواطئه الفاضح خاصة حين إندفع الغرب لإعلان مساعدة الكيان الصهيوني وقيام واشنطن بإرسال معدات عسكرية وتزويده مستلزمات الردع ومنظومة صواريخ مضادة للصواريخ والمسيرات التي يمكن أن تستهدف المحتل الصهيوني الغاشم ، وزادت على ذلك من خلال تقديم الأموال الطائلة وتسخير الماكينة الإعلامية لتشويه صورة المقاومة وإلصاق الأفعال السيئة بها دون الإكتراث بهذا الحجم الكبير من الضحايا الأبرياء ودون النظر في الأذى الذي يصيب المدنيين .
كلمة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مؤتمر القاهرة الدولي للسلام وثيقة ممتازة للإعلان عن موقف ونهج وطني غير متردد متضامن مع الحق الذي يتمسك به شعب فلسطين العظيم الذي تحدثت صحافة العدو وإعترفت إنه أشجع شعب مدافع عن حقه في التاريخ وكان مقاوماً لا يستسلم رغم الدمار وحجم الموت وفقدان الأحبة والأهل في غزة وفي غير غزة وعبر تاريخه المشرف والعظيم .
السوداني عبر عن موقف العراق الثابت والدائم من قضية الشعب الفلسطيني وعدالة المواجهة التي يقودها وترسيخ للذاكرة العربية والإنسانية عن دور العراق الكبير في القتال ضد الصهاينة منذ العام 1948 وإلى يومنا هذا ما تزال قبور شهداء الجيش العراقي في مختلف مدن فلسطين شاهداً على الدور والموقف المعبر عن الدعم المساندة حتى لو أدى ذلك إلى التضحية بالنفس وخسارة المواقف والأذى على مستويات عدة ، ولقد ساهم العراق خلال الأيام الماضية في دعم الشعب الفلسطيني من خلال إرسال المساعدات والتظاهر وتحشيد الرأي العام والعمل المشترك مع الأشقاء في بقية البلدان العربية لتنسيق الجهود والقيام بالدور القومي المنشود ليكون شعب فلسطين ليس لوحده في الميدان ولنؤكد إننا كعرب لن نتأخر عن نصرته ودعمه والتضامن معه لكي يستمر كما وصفه رجل من شعراء المقاومة :
لن اساوم وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم .
نعم فالمقاومة ستستمر وتبقى حتى تحرير الأرض كاملة وحتى زوال الإحتلال الغاشم .
شكراً للسوداني شكراً للعراق الذي لم ولن يتغير ويبقى على عهد الرجولة وعهد البطولة .
Fialhmdany19572021@gmail.com