بقلم: أياد السماوي ..
لم أكن يوما في حياتي من جماعة الحلول التوفيقية أو من أصحاب أنصاف الحلول ، بل ولم اقتنع يوما بحياتي بأيّ حلول ترقيعية تخص أيّ قضية سواء كانت سياسية أو غير سياسية ، وكانت قناعتي دائما أنّ أنصاف الحلول لا تؤدي إلى حل ، بما في ذلك القضية الفلسطينية .. وحين عقد مؤتمر القاهرة للسلام الذي حضره ممثلون عن ٣٥ دولة عربية وأوربية ، كنت على يقين تام أنّ المؤتمر لن يخرج بأيّ نتائج من شأنها أن توقف المجازر والمذابح التي يتعرّض لها أطفال ونساء غزّة المذبوحة ، بل كنت على يقين تام أنّ لا أحد من المشاركين في أعمال هذه القمّة سيجرؤ على إدانة هذه المجازر وهذا التوّحش غير العراق ، وهكذا كان العراق هو البلد الوحيد الذي أدان هذه المجازر وهذا التوّحش وسمّى الأشياء بمسمياتها ، ولو كان رئيس الوزراء غير السوداني لما حصل هذا الموقف المشرّف ، فتصوّروا معي لو كان المسخ هو من يمثل العراق في هذه القمّة !! لكتب نتنياهو كلمة العراق في هذا المؤتمر ..
وماذا بعد ذلك ؟ انتهى المؤتمر من دون أيّ اتفاق ، ورجعت الوفود كلّ إلى بلدها ، فهل توّقفت المجازر على الأطفال والنساء ؟ وما جدوى حضور الأمين العام للأمم المتحدة لهذا المؤتمر وهو غير قادر أن يطلب من إسرائيل أن توقف هذه المجازر ضد المدنيين العزّل ؟ وهل عرض المؤتمر صور هذه المجازر للأطفال والنساء أمام وفود الدول الأوربية المشاركة في أعمال هذا المؤتمر ؟ بربكم دلوني على نتيجة إيجابية واحدة خرج بها هذا المؤتمر غير إرسال هذه القافلة البائسة من المساعدات الإنسانية والتي لا تشّكل واحد من مئة ألف من حاجة أهل غزّة المنكوبة ؟؟ ..
عراقيا ، هل لنا أن نشارك مرّة أخرى بمثل هذه المؤتمرات التي توّفر غطاء سياسيا للعدو كي يذبحنا ؟ لا أعتقد بعد هذه المشاركة أنّ العراق بحاجة لتوضيح وشرح موقفه الديني والقومي والإنساني .. فموقف العراق ستسجله صفحات التأريخ بأحرف من نور ، ولا حاجة للعراق لبيان نهجه وعقيدته بعد الآن ، فنحن العراقيون لا نحتاج لمن يدلنا على واجبنا الديني والإنساني والأخلاقي ، نحن نعلم ونعرف جيدا طريق الكرامة والحريّة والإباء ، فقد تعلّمناه من الحسين عليه السلام وأصحابه ..
في ٢٣ / ١٠ / ٢٠٢٣