بقلم: جعفر العلوجي ..
أعتقد أن الجميع يشاركني الرأي أن الملعب المهدى الى العراق من ملك السعودية قد طال أمده بمجرد اقتراح الأرض منذ خمسة أعوام تعقبها خمسة أخرى لاختيار التصميم وعشرة للشروع بالبناء والتشييد وربما أكثر لعلاج التلكؤ، بمعنى (يجي الليل وجر عتابة) قبل نحو عامين وخلال مؤتمر صحفي خاص بالمناسبة أعلن الوزير السابق عدنان درجال توصله الى جميع تفاصيل البناء والعمل متعهداً أنه أيام قلائل ويتم الشروع بالبناء، ولكن كالعادة واستعراضات الدعاية فإن (كلام الليل يمحوه النهار) وصلت اللجنة السعودية وغادرت ثم وصلت وغادرت، وإجراءات الروتين والتعقيدات على قدم وساق (لا أغنيك ولا أخلي رحمة الله تجيك)، فجيل العباقرة الجدد ومقاولو الغفلة يجب أن يكون لهم مكانة في تفاصيل العمل ومقاولاته، والناس منتظرة لحظة الموافقات من السادة (أصحاب القوط والجكسارات) ولا جديد على الساحة.
الوزير الجديد تصدى للمهمة بعد أربعة أشهر من استيزاره وقال بالحرف الواحد: إن الوزارة أعطت موقفاً إيجابياً الى وزارة الخارجية العراقية الجهة المنسقة مع الجانب السعودي بغية الشروع بتنفيذ الملعب المهدى من حكومة الرياض المقرر تشييده في مدينة بسماية التي تقع على مسافة (10) كم جنوب شرقي بغداد، مضيفا أن الملعب المهدى من السعودية إلى العراق في العام 2018 والـذي يتسع لـ (85) ألف متفرج سيكون قريباً من تصميم ملعب نادي توتنهام الإنكليزي (طركاعة توتنهام الجديدة النوب)، وتم تزويد وزارة الخارجية العراقية بصفتها الجهة المنسقة مع الجانب السعودي، بتقرير مفصل بشأن المكان الذي تم تحديده في مدينة بسماية لاستكمال الإجراءات الأخرى قبل الشروع بتنفيذه مـن قبل إحدى الشركات العالمية التي نترقب قدومها بالوقت الذي يحدده الطرف المانح.
وأكد أن أعمال اللجان المشتركة الـتـي شكلت خلال الأعـوام الماضية والتي ضمت وزارته إلى جانب وزارة التخطيط واللجنة العمرانية السعودية، قد انتهت وتم القيام بعملية المسح الطبوغرافي لسطح الأرض المختارة ومعرفة مدى قربها من الطريق الدولي الرابط بين بغداد- كوت، والتأكد من وجود المستشفيات وإمكانية تأهيل الأحياء السكنية المحيطة بالملعب مستقبلاً، جميع هذه الروايات تصمت وتخبو فترة وتعود مرة أخرى (والعشاء خباز) كما يقال، وما خطط له السيد درجال بتعهده أن يكون الملعب الهدية جاهراً للدوري ما هو إلا هواء في شبك وسنستمر بالمراوحة والتطبيل ذاته الى أجل غير مسمى .
همسة …
يبدو أن الأمل الوحيد في حلحلة المشاكل هو الاعتماد على تدخلات رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني لحسم هذا الملف الذي تطوقه أذرع الفساد من كل جانب، ولجمهورنا الرياضي ثقة مطلقة أنه بوصوله الى السيد السوداني سنكون قد أكلنا العنب ورأينا السلة.