بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لدينا مثل عراقي يقول: (خلصت العركة والمرعوب يتحزم). أي انتهى الهجوم على قبيلة (مرعوب)، وقتل الغزاة أصحابه كلهم، بينما كان (مرعوب) منشغلاً بربط حزامه على بطنه بغية الذهاب إلى نجدتهم بعد فوات الأوان و وقوع الفاجعة. .
يُضرب هذا المثل في بطلان الفزعات المتأخرة أو التي لا جدوى منها. . والفزعة بالأصل: كلمة عربية فصيحة. تعني فيما تعنيه الاغاثة والنجدة، وهكذا أخذت نفس المعنى في اوساطنا الشعبية منذ القدم. وكانت الفزعة للنجدة والمساعدة والمساندة. . ويسري هذا المثل الآن على فزعة إخواننا في السعودية التي ستأتي متأخرة جداً، وذلك عندما أبدوا رغبتهم بعقد اجتماع القمة العربية (الطارئة جدا) في اليوم الحادي عشر من هذا الشهر. ودعوتهم لعقد الاجتماع (الاستثنائي جدا) لمنظمة التعاون الإسلامي في التوقيت نفسه. أي بعد تفجر الأوضاع في غزة بنحو 34 يوماً بالتمام والكمال. .
دعوة متأخرة عن موعدها، وخطوة سلحفائية متباطئة لا ترقى إلى مستوى الاهتمام، ولا تصب في مجرى التفاعل الأخوي. .
سيشارك بعض القادة العرب ويتخلف بعضهم، ويشارك كبار المشايخ بضمنهم الذين أطلقوا العنان لفتاواهم بمنع مناصرة المدافعين عن غزة. والفتاوى التي سعت لتشويه صورة التوجهات المقاطعة للشركات الداعمة لتل ابيب، وكذا الذين افتوا بمنع التظاهر من أجل فلسطين بذريعة منع الاحتكاك والتحرش بين الرجال والنساء في الساحات والشوارع. والذين افتوا بتحريم الترحم على الشهيدة شيرين ابو عاقلة. .
ومع ذلك نأمل ان يتفقوا على الحد الادنى من القرارات التي تتضمن: معالجة الأطفال المصابين. وتخصيص مبالغ للاعمار ولتحسين أوضاعهم المعيشية البائسة شريطة عدم تسليم تلك المبالغ إلى محمود عباس وعصابته. وفتح معبر (رفح) الذي اغلقته الحكومة المصرية. .
ختاماً أجزم منذ الآن ان البيان النهائي لن يتضمن أي قرارات مشابهة لقرارات حكومات البلدان البعيدة. مثل: بوليفيا وتشيلي وكولومبيا والتي سحبت سفراؤها، وقطعت علاقتها بإسرائيل، على الرغم من انها بلدان غير عربية وغير اسلامية. وليست من نسل عدنان ولا من نسل قحطان. لكنها وقفت بشرف مع المظلوم في مواجهة الظالم. . .