بقلم: نصير العوام ..
التوازن السياسي أو التوافقات السياسية التي أسست عليها العملية السياسية في العراق بعد عام 2003، لا يمكن التخلي عنها بسهولة، في ظل نظام سياسي غير قادر على التعامل بديمقراطية الشراكة، إلى أن التوازنات والأوزان السياسية لكل حزب أو كتلة سياسية تختلف، على الرغم من أن البعض يرى أن جميع الأحزاب يمكن أن تتفكك بسهولة، وذلك غير منطقي، لتاريخ وقوة بعض الأحزاب على المستوى الداخلي والخارجي، وحجم العلاقات التي تمتلكها بعض الأحزاب، وأثبتت التجربة أن هناك أحزاب وان غابت عن الساحة السياسية إلى أنها مؤثرة، في جمهورها، وتفهم التوقيتات والتكتيكات السياسية للعودة مجدداً وأن تكون الرقم الأصعب في المعادلة، لا أريد أن أتطرق إلى مجموعة أحزاب “بالأسماء”، كون العراقيون أغلبهم وضعوا “نقاط سلبية” على البعض منهم أو قد يعتقد انهائها واجب شرعي ووطني، بذات الوقت من المستحيل ان يكون تغيير الرأي والمبادئ باتجاه بعض الأحزاب، لكن من الممكن ان ذكر اسم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة السيد مسعود بارزاني، أنموذج للأحزاب الذي حافظ على توازنه السياسي والإقليمي، وما زال كحزب يعتبر احد الاضلاع الثلاثة للعملية السياسية.
تعرض إلى حملات تشهير وتقسيط إلى أن إدارته للازمة كانت واضحة بهدوء والرد المنسجم مع الأحداث والتطورات في البلاد، وان خسر أكثر من موازنة مالية لعامين متتالين (2022,2023) ويواجه ضغوطات من موظفي إقليم كردستان، إلى أنه يفكر بعدم انهيار العملية السياسية والحفاظ عليها، وهناك أحزاب أخرى بذات التفكير.
عبارات وكلمات تتحدث عن الهزيمة والقوة، حيث ندرك أن الهزيمة الكاملة هي وحدها الطريق الوحيد التي تجعلنا قادرين على أن نخطو خطواتنا الأولى نحو التحرر والقوة، وإن قبولنا بالضعف الشخصي يتحول في النهاية ليكون صخرة صلدة أو أساسا متينا يمكن أن تشيد عليها رصانة سياسية، وهنا لا بد من الإشارة إلى الرصانة السياسية في آخر حادثة سياسية مهمة، كادت أن تطيح بالعملية برمتها، (إنهاء عضوية رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي) بقرار من المحكمة الاتحادية العليا، إلى أن لغة العقل لدى أغلب الأحزاب والتحالفات بما فيهم الحلبوسي، الذي يفقد توازنه لساعات، نتيجة عدم استيعاب الصدمة، إلى أن التفاهم السياسي وأيضا “طمطملي واطمطملك” لعب دورا كبير، إلى أن عملية انتخاب رئيس جديد لرئاسة مجلس النواب العراقي، تحتاج إلى جولات للتفاوض، والجولة الأخيرة ستكون في أربيل مع الرئيس مسعود بارزاني، كما هو الحالي الذي حصل مع رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي ما زال يعتمد على الكورد جميعهم بحل الأزمات التي ترافق عمله، على الرغم من أنه محرج في قضية رواتب موظفي إقليم كوردستان وإن كان الرجل قد أوفى مبدئيا بما نص عليه الاتفاق السياسي.
العراق، أو بلاد الرافدين مهد الحضارات الإنسانية الأولى، التي نشأت على ضفاف نهري دجلة والفرات، أصبح مهددا بأزمات سياسية واجتماعية واقتصادية، كما أن محافظات العراق مهددة في أمنها المائي والغذائي والبيئي لأن أعظم أنهار التاريخ دجلة والفرات قد يتوقفان عن العطاء، إلى أن العراقيين لا يتوقفون عن العطاء بإنتاج طبقة سياسية قادرة على معالجة الأخطاء والمشاكل التي تحدث على كافة المستويات، وأنا ما زالت أقول لا ضير الجمع بين أحزاب تقليدية رصينة، وأحزاب مدنية وناشئة لإدارة البلاد، شرط حماية الدستور وضمان حقوق العراقيين جميعا.