بقلم: كمال فتاح حيدر ..
شرعت بعض البلدان العربية القريبة من قطاع غزة على افتعال معارك وهمية تخوضها من وقت لآخر لذر الرماد في العيون، وتتظاهر أحياناً بتنفيذ عمليات طرزانية. ليست لنصرة غزة، ولا لخدمة أهلها، ولا لمشاغلة العدو والتشويش عليه، وإنما لتحقيق هدفين لا ثالث لهما:-
- تضليل الرأي العام بالأكاذيب والتحركات التمويهية. .
- تقديم فروض الولاء والطاعة إلى عصابات تل أبيب. .
من هذه الأفلام. نذكر الفيلم الأردني الذي شارك فيه سلاح الجو في منتصف الليل بحجة إنزال مساعدات طبية عاجلة لمستشفى ميداني في قطاع غزة. ثم تبين فيما بعد ان العملية تمت بالتنسيق مع النتن ياهو شخصياً بقصد التنفيس عن الاحتقان الجماهيري داخل الأردن. وان المستشفى الأردني نفسه كان خارج الخدمة بشهادة الناس القريبين منه في غزة. .
ثم جاء فيلم الاكشن الثاني الذي طلبت فيه الأردن من الولايات المتحدة تزويدها بصواريخ باتريوت لتعزيز منظومتها الدفاعية من اجل التصدي للطائرات الحوثية المسيرة الموجهة نحو اسرائيل. وهي بطبيعة الحال خدمة تقدمها دولة الوصاية إلى جارتها الحميمة. .
اما فيلم الاكشن الأردني الثالث فظهرت فيه طائراتهم الحربية في غارات جوية استهدفت محافظة درعا بالداخل السوري لقصف المواقع التي قصفتها اسرائيل في غارات سابقة، بمعنى ان الغارة الأردنية جاءت مكملة للغارة الاسرائيلية. .
وفي جبهة أخرى برع نظام السيسي بإنتاج وأخراج افلامه التي بدأت بتسيير قوافل الشاحنات الفارغة بذريعة تقديم المساعدات الغذائية والدوائية لسكان غزة، لكنها لم تستطع الوصول بسبب الإجراءات المشددة التي فرضها السيسي نفسه على معبر رفح نزولا عند رغبات النتن ياهو. ويصنف هذا الفيلم من أفلام العسكر والحرامية. .
ثم جاء فيلم الاكشن الثاني وكان صامتا، ومن بطولة الناطق العسكري، الذي لم ينطق بحرف واحد في التعليق على الغارات الاسرائيلية التي استهدفت الخط الحدودي بين غزة وسيناء، وتوغلت داخل الأراضي المصرية. .
اماً فيلم الاكشن الثالث فتمثل بالتصدي للطائرات الحوثية المسيرة وإسقاطها فوق سيناء قبل دخولها الأرض المحتلة. .
القاسم المشترك لهذه الأفلام هو التخادم المعلن لصالح اسرائيل، وبالتنسيق معها مقابل اجور ومبالغ غير معلنة. فلا المستشفى الأردني استقبل الجرحى، ولا معبر رفح فتح أبوابه للمساعدات إلا في حالات نادرة وفي توقيتات محدودة. .
وسوف تشترك كل من مصر والأردن بسفنها الحربية في الفيلم الأخير الذي سيجري تصويره فوق مسطحات البحر الأحمر، بعنوان (حارس الازدهار) لحماية السفن التجارية الاسرائيلية ضمن تشكيلات الأسطول الغربي المنتشر الآن بين باب المندب وقناة السويس. .