بقلم: كمال فتاح حيدر ..
بات من غير المستبعد تحرك القوات الأردنية والمصرية براً وبحراً وجواً لاجتياح قطاع غزة من كل الاتجاهات بذريعة إنقاذ الفلسطينيين والحفاظ على حياتهم. .
ليس هذا التحرك رجماً بالغيب، وإنما صورة مطروحة للنقاش تؤيدها الاحتمالات المنطقية، وتدعمها التوقعات السياسية. .
فقد أدركت اسرائيل ان المخرج الوحيد من خسائرها المتلاحقة في غزة يستدعي اللجوء إلى الخديعة والدهاء، ويستدعي الاستعانة بأصدقائها المقربين في مصر والأردن، عن طريق إصدار قرارات ارتجالية واستثنائية من منظمة الجامعة العربية، ،التي هي على أتم الاستعداد لتنفيذ رغبات نتنياهو، وعن طريق إصدار فتاوى من مشايخ الرموت كونترول بوجوب تدخل الجيوش العربية لإنقاذ المسلمين في غزة، وعن طريق مشاركة الأبواق العربية الرخيصة التي أعلنت انضمامها إلى تل ابيب منذ اليوم الأول للحرب. .
تبدأ ساعة الصفر بعبور الجيش المصري محور فيلادلفيا وتسجيل نقطة تفوق (متفق عليها) ضد الجيش الاسرائيلي، بينما تتقدم القطاعات الأردنية من الشرق بالتزامن مع تحركات الجيش المصري، وبخطوات مدروسة أعدتها الإدارة الأميركية. ثم تأتي المرحلة الثانية التي تتلخص بفتح معابر اللجوء إلى سيناء، ومعابر اللجوء إلى الأردن. وحشر الناس في مخيمات أعدت منذ مدة لهذا الغرض. ومن المحتمل ان تحظى المرحلة الثانية بدعم الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي تنسحب فيه الفيالق الاسرائيلية خارج القطاع، لكي تفسح المجال لعمليات الإخلاء القسري، التي تقوم بها القوات المصرية والأردنية وبرعاية السلطة الفلسطينية العباسية، وما ان تنتهي المرحلة الثانية حتى تأتي المرحلة الثالثة بتدخل اسرائيل لتسديد ضربة نووية تكتيكية داخل قطاع غزة لتدميرها بالكامل. .
ان من يقرأ التاريخ العربي قراءة مستفيضة ومعمقة يكتشف ان معظم الزحوفات الهمجية التي اجتاحت البلاد العربية بالطول والعرض لم يكتب لها النجاح لولا التواطؤ والتسهيلات التي قدمها لهم الخونة على طبق من ذهب. .
هذه ليست هلوسة، وليست سفسطة، فالذي خانك بالأمس لن يتردد عن خيانتك اليوم وغدا، والذي اغلق حدوده على غزة، وحرم سكانها من الغذاء والدواء، لن يتردد في الزحف نحو تلك الحدود من اجل إرغام المحاصرين بالتوجه نحو المخيمات التي شيدتها الأردن ومصر بأموال خارجية لهذه الغاية. .
إن لم تكن هذه الاحتمالات حقيقية و واقعية فإنها لابد ان تكون من ضمن الخيارات التي يفكر بها الصهاينة هذه الأيام. .
لكن السؤال الأهم: ما هي الخطوات اللاحقة ؟، وهل ستنجح خططهم في تغييب الرأي العام العربي والضحك على ذقون الناس ؟. .
ختاماً: لو كنت أنا المترجم في التلفاز للصم والبكم، فسوف اختصر مواقف مصر والأردن بأصبع واحد. .