بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لا شك ان ما تفعلونه يا حكومة الاردن هذه الأيام هو العيب بعينه. لم نكن نتوقع أنكم ستكونون بهذا السوء. اصبحتم مثلا يضرب للضياع والتخبط، استحوا من ربكم. استحوا من قبائلكم. استحوا من أنفسكم. لقد تماديتم كثيرا في التصهين وفي تقديم فروض الولاء والطاعة إلى نتن ياهو. .
تتعرض غزة للقتل والإبادة، والحرمان من الماء والزاد، وشاحناتكم تواصل تدفقها نحو تل ابيب وضواحيها لتمدهم بالمؤن والعتاد وتنقل لهم الذخيرة. .
قبل قليل كانت المواقع الاسرائيلية تتداول مقاطع مصورة لقوافلكم وشاحناتكم التي وصلت هناك بأرقامها ولوحاتها الأردنية. وكانت طائراتكم تقصف المواقع التي قصفتها اسرائيل في سوريا، ثم فضحكم ماكرون عندما زار قاعدته في الرويشد والتي تعود ملكيتها لهم منذ عام 2014. وتجول فوق ارضكم متبخترا متفاخرا كما الطاووس وكأنه في حدائق الشانزليزيه. لديكم الآن 16 قاعدة أمريكية يستخدمونها لضرب غزة، وهذا يعني ان الحكومة الأردنية شريك فعلي وأساسي في الحرب عليها، وكان لكم الدور الفاعل في إسقاط المسيرات اليمنية المتوجهة لضرب الأهداف في عمق الأراض المحتلة. بينما تواصل صحفكم محاولاتها الفاشلة لتجميل صورتكم، واظهاركم بمظهر الداعم للمقاومة، تارة بالكتابة عن طائراتكم التي أرسلتموها إلى المستشفى الأردني في غزة لكي تضع الأسلاك الشائكة حول بواباته وتمنع المرضى من الدخول، وتارة بذريعة إرسال المساعدات إلى كنيسة واقعة تحت الحصار، وكلها كانت بموافقة جيش الاحتلال. .
لقد أصبحت سمعتكم سوداء عند العرب، ثم ازداد سوادها فصارت سحماء، ثم تفحمت وتسخمت، وصارت حالكة، حتى بلغت منتهى السواد. .
صدقوني ان البغال التي نقلت الجرحى إلى مستشفيات غزة اشرف عشرات المرات من قيادتكم الداعمة لاسرائيل في هذه المرحلة التي افتضحت فيها مواقفكم المشينة. .
تابعوا القنوات الغربية التي تبث تقاريرها المصورة عن جثث الشهداء المبعثرة فوق الأرصفة. والأطفال الذين قتلهم الصهاينة، واشتركتم انتم في قتلهم، وحرمتموهم من الدفن، ثم اكتسحتهم دبابات الميركافا، فتحللت جثامينهم في شوارع غزة، وغدت هياكل عظمية. ثم بعد ذلك كله تشق شاحناتكم طريقها بتفان عجيب نحو تقديم كل المساعدات لجيوش الاحتلال. ما ألعنكم، وما أحقركم، وما أنجسكم، وما أخسأ عروبتكم. .
راجعوا مواقفكم، وصححوا سجلاتكم قبل فوات الأوان. بعد ان فقدتم مقوماتكم كدولة، واصبحت استقلاليتكم مشكوك فيها، وتحولتم إلى منظومة استخباراتية تعمل لصالح الغرب، فكيانكم الإداري عبارة عن شركة أمنية كبيرة مكلفة بتقديم الخدمات لصالح إدارة البيت الأبيض، وحراسة مصالحه في الشرق الأوسط. وبالتالي فإن عرشكم آيل إلى الزوال، وسوف يسقط صولجانكم في وحل غزة، فقد اقتربت الساعة وظهرت الحقيقة، ولات حين مندم. .