بقلم: نصير العوام ..
(أقسم بالله العلي العظيم ان اؤدي مهماتي ومسؤولياتي القانونية، بتفان وإخلاص، وأن أحافظ على استقلال العراق وسيادته، والتزم بدستور جمهورية العراق، والإعلاء من مصالح العراق وشعبه، وأسهر على سلامة ارضه وسمائه ومياهه وثرواته ونظامه الديمقراطي الاتحادي، وأن اعمل على صيانة الحريات العامة والخاصة واستقلال القضاء والتزم بتطبيق التشريعات بأمانة وحياد، والله على ما أقول شهيد).
أحاول في هذا المقال ان اذكر كل من أقسم على حماية العراق، ويبدو ان الأغلبية لن تتذكر ما اقسمت عليه، وذلك عندما يتعرض العراق الى الاستهداف المتكرر من قبل دول خارجية، لابد من الدفاع عنه حتى وصل الحال بالكثير الى “التغليس ” او التعامل بمبدأ “طمطملي واطمطماك”.
وما جرى في العراق من اعتداءات متكررة تستهدف المدنيين والمنشآت العراقية، لا يمكن السكوت عنها.
نعم لا نريد ان ندخل بحروب وان ننجر الى محاور الصراع في المنطقة لكن ما جرى مؤخرا في إقليم كوردستان العراق بالاعتداء الإيراني، لا يمكن السكوت عنه ولأيمكن السكوت على أي فعل امريكي ايضا، لكن على ما يبدو ان البعض لا يعتبر إقليم كوردستان جزاء من العراق، والدفاع عنه واجب والاعتداء عليه خط امر كما هو الدفاع عن (البصرة وكركوك والانبار والنجف وكربلاء)، مع العلم ان المعترضين أنفسهم كانوا فيما مضى في كوردستان.
لا ضير ان تكون منتمي لحزب او تدافع عن فكر او مشروع، شرط ان لا يتعارض مع دفاعك عن بلدك، الى ان البعض من “الأصوات النشاز”، كانت سعيدة بالاعتداء الإيراني على إقليم كوردستان، والابشع من ذلك بعضهم يحمل الجنسية العراقية، والأخر الشامت بالاستهدافات الأمريكي، “عجيب” الى ان وصل المجتمع العراقي، والولاءات الخارجية.
كان (هارولد كول) (1906 – 1946) أحد الضباط الإنجليز الذين خدموا خلال الحرب العالمية الثانية، في كل من الجيش البريطاني والمقاومة الفرنسية، لكنه خان الإثنين عن طريق العمل لصالح الألمان، وخلال مسيرته الاستثنائية في زمن الحرب امتهن الكذب والخداع في جميع أنحاء فرنسا، وانضم إلى النازيين واستولى على المقاومة مما أدى إلى اعتقال وإعدام الكثيرين.
كان (كول) في فترة شبابه سارقًا ومزوراً ومختلساً، وبحلول عام 1939 كان قد قضى عدة فترات في السجن، وعندما بدأت الحرب العالمية الثانية زور تاريخه الإجرامي ليستطيع الالتحاق بالجيش البريطاني ويتم إرساله إلى فرنسا، وبالفعل تمكن من الدخول في الجيش حتى أنه تمت ترقيته إلى رقيب في وقت لاحق، لكن طريقه إلى المجد تعثر عندما تم القبض عليه، بتهمة سرقة النقود من رقيب الفرسان للإنفاق على المومسات، وأصبح أسير حرب في أيار (مايو) 1940 عندما استولى الألمان على الحراسة حيث سُجن هناك.
جزء من قصة (هارولد كول)، ستكون مشابه للبعض الذين فقدوا حب الوطن وأصبح ولائهم لبقية الدول، نعم انه الدولار، كما يصفه بعض العراقيين “أبو المصايب”، هو الذي تسبب بإنتاج ابواق من داخل العراق ضد العراق.
ولا أنسى إذا كان الاستهداف لإقليم كوردستان اليوم فغداً سيتجرأ الاخرون على استهداف محافظات أخرى بحجة حماية أمنهم، والسؤال الأكبر اين أمن العراق؟ من ما يجري، اليس العراق بلد ذو سيادة ويجب احترام سيادته.