بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ربما لا يعلم الشعب الأمريكي ان حصة كبيرة من أمواله تذهب مباشرة في الظروف الاعتيادية إلى الكيان المحتل، أما إذا تعرض هذا الكيان للهجمات أو قرر الدخول في حرب مع بلدان الشرق الأوسط فان تيارات الصرف الأمريكي تتدفق بقوة نحو تل أبيب، وتصبح تحت تصرف العصابات الصهيونية. وفيما يلي صورة ملخصة لحجم الهدر المالي الذي منيت به الخزانة الأمريكية منذ قيام هذا الكيان المسخ. .
- تنفق لجنة الشؤون الأمريكية الإسرائيلية العامة (أيباك) ثلاثة ملايين دولار سنويا لتغطية نفقات الضغط على أعضاء الكونغرس من اجل التصويت لصالح إسرائيل، ولتمرير التشريعات الداعمة لها. .
- تنفق مؤسسة التعليم الأمريكية الاسرائيلية حوالي ثلاثة ملايين دولار سنوياً لتغطية اجور تنقلات أعضاء الكونغرس إلى اسرائيل للقيام بجولات استطلاعية تهدف إلى تعميق العلاقات مع الكيان، والتأثير عليهم وكسب ودهم. .
- تنفق رابطة مكافحة التشهير (ADL) ملايين الدولارات سنويا للتجسس على المواطنين الذين ينتقدون السياسة العدوانية التي انتهجتها إسرائيل، وتنفق هذه الرابطة اموالاً هائلة لتشويه سمعة المناوئين لإسرائيل. .
- تكرس المضخات الإعلامية جهودها وأموالها لترويج الحملات الموجهة ضد الجماعات المتهمة بمعاداة السامية. .
- تخصيص مبلغ 100 مليون دولار سنوياً لتغطية نفقات الزمالات المسيحية اليهودية المكلفة بنشر الفكر الصهيوني بين المسيحيين الإنجيليين. .
- ينفق الصندوق المركزي المخصص لإسرائيل حوالي 20 مليون دولار من إيراداته لدعم المستوطنات الإسرائيلية المقامة فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة. .
- تنفق رابطة (المسيحيون المتحدون مع اسرائيل)، التي أسسها جون هاجي، ويديرها الآن المحامي اليهودي (ديفيد بروغ) من مكتبه في تل أبيب، تنفق حوالي سبعة ملايين دولار لممارسة الضغط على اعضاء الكونغرس من اجل حسم القضايا التي تصب في مصلحة اسرائيل وتخدم أهدافها التوسعية، وقد تبرع (هاجي) نفسه بنحو 80 مليون دولار للمشاريع الاستيطانية في الأراضي المحتلة. .
- ويشترك كل من: معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى، ومركز (سيمون فيزنثال)، ورابطة اصدقاء قوات الدفاع الإسرائيلي، والمنظمات النسائية الصهيونية الأمريكية، والوكالة اليهودية، ورابطة أصدقاء الليكود، والمؤسسة التعاونية اليهودية، ومؤسسة حلفاء إسرائيل، ومركز السياسة اليهودية، وصندوق ليون وهاري هيلمسلي الخيري، والمجلس اليهودي للشؤون العامة، والمنظمة الصهيونية الأمريكية، والمؤتمر اليهودي العالمي، والأئتلاف اليهودي الجمهوري، والمجلس الديمقراطي اليهودي الوطني، والمركز الشقيق للسياسة الأمنية، والمجلس الإسرائيلي الأمريكي، هذه كلها تشترك في تخصيص أموالها لصالح إسرائيل وتكرس جهودها لدعمها في تنفيذ تطلعاتها التوسعية. .
عندما تعيد استعراض هذه الجبهة القوية المتنفذة السائرة في ركاب الصهيونية العالمية وتقارنها مع مواقف العرب والمسلمين تشعر بالحزن والخذلان، ثم يأتي من يطالبك بالخضوع والخنوع بذريعة الجهاد بالسنن، ويأتي من يصادر المساعدات الإنسانية المرسلة إلى المنكوبين في غزة، ويمنع وصولها اليهم، وتقارن ذلك بموقف الجامعة العربية التي دخلت في سبات عميق من دون ان تكلف نفسها بإطلاق عبارات المواساة والمجاملة للتعاطف مع الشعب العربي الذي يحاصره السيسي من جهة، ويضغط عليه ملك البندورة من جهة اخرى. .
واللافت للنظر ان البلدان العربية والإسلامية تخصص 70% من ميزانيتها لتغطية نفقات التسليح لتعزيز قوة جيوشها المدربة على قمع المواطنين وترويعهم وضمان ولاءهم للحاكم المطلق. . .