بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لا حدود للاستبداد والظلم والتعسف الذي تمارسه عصابات الاحتلال ضد الفلسطينيين في قراهم ومزارعهم وتجمعاتهم السكنية، وربما تندهشون إذا علمتم ان الصهاينة يستخدمون مياه السقي ومياه الشرب كوسيلة من وسائل الضغط والتهجير، ثم يرغمونهم من بعد ذلك على ترك ارضهم ومغادرة منازلهم، والانتقال إلى مربعات سكانية يتجمعون فيها بعد عبورهم الحواجز والسير في مسالك اللاعودة، حتى عبروا عشرات الخنادق والأسلاك الشائكة خلال السنوات الماضية، وهكذا ارتبط مصيرهم بالنزوح والترحال المتكرر. فمن هو الإرهابي برأيكم ؟. .
وربما لا تعلمون ان 90% من اقتصاد هذا الكيان الدموي قائم على المنح والهبات السخية التي تمنحها لهم المنظمات والمؤسسات والمراكز الأمريكية والأوروبية، التي تكلمنا عنها بالتفصيل في مقالات سابقة. في حين يتلقى العرب معونات بسيطة وشحيحة يستحوذ عليها عباس الوسواس الخناس. وتستحوذ عليها بعض الدكاكين النفعية المحسوبة على القضية الفلسطينية. فمن هو المحروم برأيكم ؟. .. .
وربما لا تعلمون أيضاً ان سجون الكيان المحتل مخصصة للفلسطينيين فقط، وفقط للفلسطينيين، ومن دون مراعاة للعمر حتى لو كانوا أطفالاً أو معاقين، اما أحكام السجن المؤبد فمحددة بسنوات طويلة قد تمتد لقرون وعقود، فبعض السجناء محكوم عليهم في زنازين انفرادية تمتد إلى 600 سنة. فمن هو الإرهابي برأيكم ؟. .
وربما لا تعلمون أيضا ان هذا الكيان السيء يمتلك اكبر المعسكرات الحربية، وأحدث الطائرات والدبابات، واقوى الأساطيل البحري، وأفضل تقنيات القبة الحديدية. وان الخدمة الإلزامية تشمل النساء والرجال وتشمل كل الأعمار ابتداء من عمر 15 سنة وحتى عمر الستين، وان جميع المستوطنين يحملون السلاح ويختزنون الذخيرة والعتاد في منازلهم، لكن قوتهم الهائلة تبددت وتلاشت في ليلة السابع من اكتوبر، ففي تلك الليلة كانت طائراتهم تقصف جنودهم، وكانت معسكراتهم هدفاً سهلاً لغارات صادمة يقودها رجال المقاومة بكل بسالة وثبات. .
ولا شك انكم تعلمون ان اسرائيل دمرت مستشفيات غزة بمن فيها، ونسفت مجمعات سكنية كاملة بذريعة تحرير 150 رهينة، بينما كان قطاع غزة يأوي 2000000 رهينة من فقراء الفلسطينيين على مدى 15 عاماً. فمن هو الارهابي برأيكم ؟. .
ولا شك انكم تعلمون ان اسرائيل نفسها عبارة عن كيان دخيل على الجغرافية السكانية لمنطقة الشرق الأوسط، وليس لديهم اي روابط تاريخيّة او دينية او قومية او ثقافية مع شعوب البلدان العربية القريبة والبعيدة. وربما اكتشف اليهود لأول مرة بعد طوفان الاقصى انهم غرباء على المنطقة، وأنهم دخلاء على أرض لا ينتمون اليها. فقرروا العودة إلى ديارهم التي نزحوا منها. .
اما الآن وبعد استشهاد 30 الف فلسطيني، وبعد حملات التدمير والإبادة الجماعية التي استخدمت فيها إسرائيل كميات هائلة من المتفجرات، وبعد حملات التجويع والتعطيش والحرمان التي اشترك فيها السيسي وملك الأردن، فقد ادركت شعوب الارض انهم امام مجازر بشرية مدعومة من القوى الغربية، وان بنود القانون الدولي عبارة عن نصوص خادعة تسري على المظلومين والمنكوبين، وان مجلس الامن عبارة عن واجهة كاذبة من واجهات الإستبداد العالمي، وادرك العرب ان جامعتهم العربية ومنظماتهم الإسلامية لا تلبي الطموح وعاجزة تماما عن قول كلمة الحق. .