بقلم: كمال فتاح حيدر ..
هذا ما سيلعبه السيسي في المسرحية المتفق على فصولها مع الصهاينة في الأيام القادمات، فالمسرحية المرشحة للعرض بين جدران مدينة رفح المكتظة بالنازحين (مليون ونصف نازح) سيجري إنتاجها واخراجها على طريقة الأكشن الهوليودي. بينما سيقوم الجيش المصري بلعب دور الكومبارس المضروب على قفاه، والذي سوف يتقمص شخصية المغلوب على أمره في التعامل مع المفاجئات المتحققة على أرض الواقع، وسيظهر بمظهر البطل المقدام الذي سيفتح صدره لاستقبال قوافل النازحين والهاربين والفارين نحو صحراء سيناء. وسوف يتولى الإعلام المخادع تجميل صورة السيسي باعتباره افضل من سيؤدي دور الزعيم العربي الغيور، والسلطان العادل المنقذ الذي هب لنجدة اخوانه الفلسطينيين، ووفر لهم الملاذات الآمنة وحماهم من الهجمات الهمجية الضارية. .
سوف يبدأ المشهد الأول بتكثيف الغارات الصاروخية على شمال رفح، وإرغام الناس على النزوح صوب الجنوب حيث الأسوار الحصينة المعززة بالأسلاك الشائكة. ثم تتواصل عمليات القصف لعدة ايام فتتقدم القوات البرية الصهيونية لترويع الناس وتطويقهم في مساحة ضيقة، قريبة من تلك الأسوار الشاهقة. .
تفتح الستارة بعد ذلك على المشهد الثاني الذي يقتصر على توجيه ضربات جوية تستهدف فتح ثغرات كبيرة وواسعة في جدران الأسوار، فيتراجع الجيش المصري قليلاً إلى الوراء ليسمح بتدفق الجموع المذعورة نحو متاهات سيناء. عندئذ يتظاهر الجيش المصري بالتعاطف معهم، فيستقبلهم في ساحات مفتوحة يختلط فيها الجريح بالمصاب، والصغار بالكبار، في تجمعات غير متجانسة عائلياً بسبب فقدان الأشقاء والآباء والأمهات. كتل بشرية هائلة مؤلفة من جموع غفيرة للأرواح المضطهدة التي فرت مذعورة من القصف والجوع والحرمان. .
ثم تبدأ الفصول اللاحقة من المسرحية التي يتوجه فيها السيسي إلى المجتمع الدولي فيطالبهم بالدعم والعون والإسناد المالي والمادي والمعنوي، ويناشد المنظمات الدولية للوقوف معه من أجل توفير الرعاية والعناية للفلسطينيين، فيضطر ابو الغيط إلى توجيه دعوات مباشرة لعقد اجتماعات فورية طارئة لأعضاء الجامعة العربية من أجل جمع الأموال للسيسي، بينما تتولى إسرائيل التغاضي عن ديونها وفوائدها المترتبة بذمة مصر. وهنا يأتي الدور الأوروبي الذي سيتظاهر فيه قادة النيتو بلعب الدور الإنساني المغلف بالرأفة المصطنعة فيذرف دموع التماسيح على الضحايا، في الوقت الذي يكون فيه ملك الأردن على أتم الاستعداد لاستقبال الهاربين من الضفة الغربية، والنازحين من القدس الشرقية. .
وينتهي الفصل الأخير باجراءات تقضي بلملمة شمل العوائل الممزقة، والأسر المشتتة. .
هذا هو الملخص المقتضب للمسرحية القادمة التي سيكون فيها السيسي هو البطل المغوار والمنتصر الجبار ضد جيوش الاشرار. وسوف تقع مصر برمتها تحت رحمته ورحمة أسرته إلى أجل غير معلوم بدعم من البيت الأبيض وبدعم من الصهيونية العالمية. .
هذا هو السيناريو المطروح حتى الآن لتتويج نتنياهو ملكا على أورشليم الكبرى، وبقاء السيسي على رأس السلطة، وطرد الشعب الفلسطيني من ارضه واقتلاع جذوره من موطنه. .
هذا ما يدور في خلدهم الآن، لكن المقاومة لها رأي آخر. وللبيت رب يحميه. وسوف ينقلب السحر على الساحر، وتسقط الأقنعة المزيفة عن الوجوه الزئبقية، ويعود الحق إلى اصحابة إن عاجلاً أم آجلاً. .
لقد أزفت الساعة واقتربت النهاية. فالعدو من وراءهم ومقصلة السيسي من أمامهم. وغربان الشر تحوم فوق رؤوسهم. وليس أمامهم سوى الصبر والتحمل بانتظار المعجزة الكبرى التي ستذهل الكون كله. .