بقلم: كمال فتاح حيدر ..
هذه رسالة موجهة إلى المهيب عبد الفتاح السيسي، بكل نياشينه الحربية، وألقابه المكسيكية، وحكمته الفلسفية باعتباره طبيب الفلاسفة. .
يا سيادة الزعيم الأوحد والقائد المسدد والعبقري الفذ. كلنا نعرف ان السور العازل الذي بنيته انت بنفسك بين غزة وسيناء، ولا يزيد ارتفاعه على خمسة أمتار. هو الآن تحت حماية جنودك وضباطك بإشراف امير أمراء الجزيرة (إبراهيم العرجاني)، وان المسافة بينك وبين الجياع اقل بكثير من ملاعب كرة القدم. فبدلا من ان ترسل طائراتك الحربية للمشاركة في العرض الجوي المخصص لأنزل اكياس الدقيق في البحر، وبعثرة المعكرونة ومعلبات التونة فوق سطح الماء، وبدلا من تجشم الصعاب لارسال مواد لا تساوي وزن اصغر شاحنة من الشاحنات التي احتجزتها انت خلف المعبر. حاول يا سيادة الرئيس ان تختزل المسافات وتخفف المعاناة بفتح بوابة المعبر لكي تتحرك الشاحنات كلها دفعة واحدة، وتتوجه صوب مخيمات الجياع، الذين ذاقوا الموت غصة بعد غصة. فالذي سمح للطائرات بالتحليق فوق غزة لن يعترض على تحرك الشاحنات. وبدلا من ارسال سفينتكم (PAN GG) برحلات مكوكية لنقل المؤن إلى ميناء اشدود حاول ان ترسلها في الرحلة القادمة إلى مرفأ غزة القريب منك، ولو بمعدل رحلة واحدة في الشهر. .
اما إذا كنت محرجا وينتابك الخوف من نتنياهو وتخشى توبيخه فاستخدم السلالم الخشبية لاسقاط الصناديق والشوالات والأكياس وإنزالها من فوق السور، أو اللجوء إلى رميها وقذفها من بعيد بواسطة المنجنيق. ولك الأجر والثواب. .
السيد الرئيس المحترم: لا توجد في جعبتنا كلمات اخرى نشرح لك فيها الأوضاع المزرية هناك. لا شك انك اعلم بها من غيرك، لأنك اخترقت الأعراف والتشريعات والمبادئ الانسانية في الضغط عليهم. وليس في نيتنا توجيه مناشداتنا إلى العالم المتحضر، لأنهم اعلم بها. وقد فشل كل الملوك والرؤساء في إقناعك بفتح المعبر. وها نحن نفشل مجددا في إقناعك، فحقوق الإنسان تختفي تماما في التعامل مع الفلسطينيين، وكل من يطالب بحقوقهم يدرج في قوائم المعادين للسامية، لكننا نناشدك للمرة الأخيرة ان تسمح بوصول ربع المساعدات، ولك حق التصرف بالباقي. ونتغاضى عن قيامك ببيعها في متاجر القاهرة أو إرسالها إلى كينيا. .