بقلم : هادي جلو مرعي ..
شهر رمضان ليس كبقية الشهور فهو محطة طمأنينة للروح والضمير ووقت ليس للصيام وحسب بل راحة للنفس والعقل وتحول من حال الى آخر حين يستقبل الفرد تلك الأيام بالإستعداد لصيام محسوب ويمثل فترة لعلاقة مع الإله مختلفة حيث ورد إن رمضان هو شهر الله وفيه تغفر الذنوب وتقبل الحسنات وتتضاعف وتغل الشياطين وتقيد وتعجز عن الإغواء وهو ليس إنقطاعا عن الطعام والشرب وحسب وليس صوما للجوارح وإنما هو صيام عن كل مايعد ذنبا وإنتهاكا لحرمة الشهر الكريم الذي جعله الله عتقا للرقاب من النار ومساحة للتأمل والتضامن مع الآخرين الذين يكابدون الفقر والحاجة ويعانون من الضائقة ولاتتوفر لهم شروط الحياة كما ينبغي ويتحملون الكثير من المعاناة التي هي في جزء منها إبتلاء وإمتحان للفقير الذي ينتظر من يمد له يد العون وللغني كفرصة ليتصدق بما لديه من مال وطعام ويخفف تلك المعاناة.
رأينا كيف تداعى العراقيون لتقديم المساعدات الغذائية وجمعوا التبرعات وكل مايمكن أن يسد الحاجة بعد الدعوة التي وجهها السيد مقتدى الصدر للتضامن مع شعبنا المحاصر في غزة حيث ظهر المعدن الأصيل للعراقيين الذين وعبر تاريخهم المجيد ومع تغير الأزمنة وزوال أجيال ومجيء أخرى مايزالون يعبرون عن كرمهم فقد ورد في الحديث الشريف إن الخير يمكن أن ينفد في كل بقاع الدنيا وبلدانها لكنه باق في العراق والى الأبد والى يوم القيامة حيث نلاحظ ذلك جليا في المناسبات الدينية والرياضية وفي الأماكن السياحية وسواء كان الضيف من الداخل أو أجنبيا حيث الماء والطعام والخدمات الطبية والتكافل غير المنقطع والذي يمثل ثقافة مجتمعية راسخة ومتجذرة ولها جذور عشائرية ودينية ونفسية جعلت من أبناء هذا البلد مضربا للمثل في الكرم والتضحية والإيثار وبذل الوسع والترحاب بكل قادم دون تقصير.
الحكومة العراقية تبذل جهودا كبيرة لتقديم متطلبات الغذاء للشعب العراقي خاصة خلال شهر رمضان وكذلك وزارة التجارة من خلال مواجهة ضعاف النفوس الذين حاولوا زيادة أسعار المواد الغذائية واللحوم مستغلين حاجة الأسر العراقية مع قدوم هذا الشهر الكريم حيث تم ضخ كميات كبيرة من المواد الغذائية المختلفة عبر السلة الغذائية وزيادة المواد ضمن مفردات البطاقة التموينية وبمختلف المواد المستوردة من الخارج عبر الشركات المختصة وكذلك تم توزيع مادة الطحين والرز والشاي وزيت الطعام والبقوليات ومساحيق التنظيف وغيرها من المواد الأساسية التي تحتاجها العائلة العراقية ماأدى الى كبح جماح المتلاعبين وكذلك خفض الأسعار وتم إستيراد اللحوم بكميات كبيرة حيث التنبه الى محاولات البعض للتلاعب بقوت المواطنين وإستغلال الظروف الراهنة لتحقيق أرباح مالية غير مشروعة مع إن هولاء لايفكرون بالمشروع وغير المشروع من السلوكيات بهدف تحقيق منافع ومكاسب كبيرة وفي فترة زمنية قليلة.