بقلم: د. نزار محمد علي الخضري ..
مرت البلاد بعد سقوط الطاغية بعدة منعطفات خطيرة وانتقالة كبيرة وتغيير وحراك وفوضى وتوافق وثورات وانسحاب والكثير من التداعيات الخطيرة والاحداث المتعاقبة ، لم تشهد البلاد الا القليل شبه الملحوظ الذي قد لايرضي مزاجية وقبول المواطن على مدى 21 سنة متتالية لم نرى فيها من الطبقة السياسية الا التناحر والتسقيط ووو.. الخ وبعد تولي رئاسة الوزراء من قبل السيد محمد شياع السوداني شوهد بعض التغيير الملحوظ في تقديم بعض الخدمات ( مشروع فك الاختناقات) رغم ان بعض القرارات لانراها تصب في مصلحة البلد مرة من عدم وجود رؤية واضحة واستراتيجية صحيحة ورغم اختلافنا مع السيد السوداني في اغلب مايتم طرحة من اصلاحات وتحفظنا على بعض سياسة السوداني في ملفات دول الجوار واربيل الا اننا ومن مبدأ الشفافية والمصداقية يجب ان ندعم القرارات التي تخدم المواطن والبلد او نقوم او نقدم المشورة او ننتقد القرارات غير الصائبة وبنفس الوقت ندعم القرارات الصائبة للسيد السوداني
وعلى سبيل المثال قرار الحكومة الاخير فيما يخص قضية رفع اسعار البنزين كنا نعتقد بأن قرارا فاشلا وتصدينا ضده وكذلك الكثير من الإعلاميين والناشطين تصدوا بالضد من هذا القرار وهذا ما جعل بعض الاحزاب الحاقدة على السيد السوداني من استثمار هذا القرار سلبا لتسقيط حكومته وبدأ عدد كبير من النواب في مع تواقيع لغرض استجواب رئيس الوزراء والغريب لم نشهد احدا من مستشاري رئيس الوزراء او وزير النفط التصدي إعلاميا للدفاع عن قرار مجلس الوزراء الخاص بزيادة اسعار البنزين المحسن والممتاز وفظل الاجواء المشحونة والمتوترة ودعوات كبيرة لإقامة مظاهرات في عموم المحافظات وفي هذه الاجواء المتوترة ظهر النائب الخبير المهندس عامر عبدالجبار إسماعيل في بث مباشر (رغم انه سياسي معارض داخل مجلس النواب ولكنه يمثل المعارضة البنَّاءة) فقد شرح ابعاد قرار مجلس الوزراء بأسلوب مبسط وبلغة الأرقام وأثبت زيف الادعاءات المغرضة من الحملة التسقيطية ضد الحكومة حتى تبين الخيط الابيض من الخيط الأسود وبأسلوب مقنع جدا للمواطنين
حتى اثبت لنا عبد الجبار بأنه قرار صائب وفي محله ولا يؤثر على المواطنين في زيادة اسعار النقل او اسعار البضائع كما اشيع من قبل الجيوش الالكترونية المغرضة لاسباب كثيرة تناولها عبد الجبار بشكل مبسط ومفهوم للجميع كونه خبيرا متخصصا في هذا المجال وكان يعمل مدير عام في وزارة النفط لكن مايثير الاستغراب هو الحملة الشعواء التي شنتها الاحزاب ( حلفاء الأمس اعداء اليوم) على السيد السوداني وتسييس القضية لغرض تسقيطه جماهيرياً بنظر المواطنين واستخدام ورقة ارتفاع سعر البنزين كذريعة للهجوم عليه مستغلين جهل المواطن بابعاد الموضوع وسبب القرار المفاجئ في رفع سعر البنزين ، لذلك تم شن حملة شعواء كبيرة من قبل الجيوش الاعلامية والذباب الالكتروني ، ومايثير الاستغراب اكثر هو اعلام السيد السوداني الذي بدا خجولاُ امام هذه الهجمة الكبيرة فلم يقدم اي توضيح فيما يخص الازمة اضافة الى اعلام وزير النفط الذي لم يرتقي لمستوى الازمة ومستشاري السيد السوداني الذين يبلغ عددهم اكثر من (200) مستشار ، لم يقدموا المشورة والنصح الملائم او تغطية الازمة اعلاميا ورفع الايهام عن ذهن المواطن ، لكن
وحسب ماجرى فقد تم انقاذ السيد السوداني من قبل تصريحات النائب الخبير المهندس عامر عبد الجبار وكالعادة من خلال البث المباشر المستمر لاغلب القضايا المطروحة والساخنة ومن خلال تحليل مستفيض لسبب ارتفاع سعر البنزين في بث عاجل تابعه الشارع العراقي بشغف من بعد ورود العديد من الاستفسارات والتساؤلات اليه من قبل الشارع العراقي فقد كان الوحيد الذي تناول الموضوع بشكل عاجل باعتباره خبيراً في هذا المجال ومن خلال مرونة الطرح وقدرته على التحليل وفهم الواقع استطاع عبد الجبار من ايصال الصورة الايجابية والاجابة على جميع الشكوك المطروحة فيما يخص هذه القضية من خلال بث عاجل ومستفيظ بالمعلومات والادلة المقنعة العلمية والاقتصادية وهذا مانوصي به في اغلب المواضيع المقدمة للسيد السوداني من الاعتماد على ذوي الخبرة الكبيرة واستثمارهم واستشارتهم وخاصة الاستاذ عامر عبد الجبار هذه الطاقة الكبيرة ولما يمتلكه من قدرة كبيرة على الاقناع بحجج منطقية دامغة وعلمية مقنعة بحكم تجربته الكبيرة وعمله السابق ، لذا فان الحقائق التي كشفها عبد الجبار انقذت السيد السوداني من منزلق كبير وخطير تم الاعداد له من قبل منافسيه لغرض قلب الشارع عليه كفرصة لقلب الطاولة واستغلال المواطنين من خلال موضوع زيادة سعر البنزين . وكما نؤكد مراراً بأن البلاد شهدت سايقاً فوضى أثرت على التنمية والخدمات، فقد حصل تراجع على مستوى الاقتصاد وسوء الإدارة واستفحال الفساد، والعزوف الشعبي عن المشاركة في الانتخابات، لكن بعدها العراقيين استوعبوا الدرس في ظل الأزمات السياسية والأمنية التي مرّت عليهم، وبدؤوا في ادراك وفهم في من يثقون ومن يمكنه من ازالة الالتباس عن اذهانهم وادراك الصالح والطالح والمفسد ومن لايريد للعراق الخير، ان المنظومة السياسية حين تكون محكومة وفق رؤية المغانم والقيادات السياسية الذين من المفترض ان يكونوا على مستوى المسؤلية وقراراتهم وارائهم لاترتقي لهذه المنزلة بل العكس تماماً اذن على الوطن السلام وفي الوقت الذي يمضي فيه السوداني في سياسة مسّك العصا من المنتصف، في إدارة دفّة الحُكم في البلاد المُثقل بالأزمات، غير أنه يواجه ضغوطات هائلة تمارسها أطراف سياسية معروفة تهدف للحفاظ على مكاسبها وإدارة البلد، وفقاً لذلك الهدف.