بقلم: هادي جلو مرعي ..
قيام الحكومة الاتحادية بإرسال الاموال المخصصة لتمويل رواتب موظفي الاقليم وتبادل الزيارات والرسائل الايجابية والتفاهم بين حكومة الإقليم والحكومة الإتحادية في مختلف القضايا المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها والأمن والنفط ورواتب الموظفين وعديد القضايا يدل على الرغبة في إزالة العقبات أمام مشاريع التنمية والتطوير وهو مايؤكد عليه رئيس الحكومة الإتحادية السيد محمد شياع السوداني ورئيس حكومة الإقليم السيد مسرور البرزاني الذي أمر بتوزيع رواتب الموظفين التي بعثت بها بغداد على الفور وقبل عيد الفطر وهو ماساهم بدعم البرنامج الحكومي بالرغم من بعض الإرهاصات السياسية التي يدرك السوداني طبيعتها ولماذا يدفع نحوها البعض ويحاول إثارة المشاكل ويطلق التصريحات المتتالية لتهوين الحكومة والتقليل من حجم الإنجاز في المشاريع التي تقوم بها وأكملت بعضها في مدد قياسية بالرغم من الإرتياح الشعبي والثناء من وسائل الإعلام والمراقبين الذين لم يستطيعوا تجاهل العمل الذي تقوم به الحكومة لأهميته وأثره الواضح في الشارع.
في المقابل فإن إقليم كردستان حقق تقدما كبيرا في مجال البنية التحتية الصناعية والزراعية ونوع الخدمات المقدمة للمواطنين وتطوير قطاع السياحة والطرق الحديثة والانفاق والجسور وإقامة المنشٱت التجارية والتسويقية والرياضية وشاهدنا نجاح التجارب الصناعية والزراعيةهناك والإنفتاح على العالم وهو الأمر الذي عزز الثقة بنجاح حكومة البرزاني في تحقيق البرنامج الاقتصادي والخدمي الذي وعد به وصار يشرف عليه بنفسه ويعمل على إكماله بالرغم من التحديات السياسية والأمنية والتدخلات الخارجية والإعتداءات التي تحصل من حين لآخر على خلفية وجود مجموعات مسلحة في جغرافيا مجاورة وكانت زيارة السيد مسرور البرزاني الى العاصمة الأمريكية مهمة الى مستوى دفع إدارة بايدن والسفيرة الأمريكية إلينا رومانسكي الى التواصل المباشر لتعزيز التعاون والشراكة بين اربيل وبغداد خاصة وإن العلاقة بين الحكومة الإتحادية وحكومة الإقليم جيدة للغاية الى الحد الذي ساهم في تطوير العلاقة المباشرة التي لم تكن متوفرة خلال عمل أغلب الحكومات السابقة وبالرغم من بعض الإجراءات المتخذة من بعض المؤسسات في بغداد والتي أثارت الإنزعاج في الأوساط الرسمية في الإقليم ولهذا نجد حجم الإهتمام الأمريكي بإبقاء تلك العلاقة في أعلى درجات التفاهم والتقارب وتلبية الإلتزامات بين الطرفين.
زيارة رئيس الحكومة الإتحادية محمد شياع السوداني الى واشنطن ستتضمن ماقشة جملة من القضايا ذات البعد الأمني والسياسي والإقتصادي حيث تحرص واشنطن على ضمان إلتزام بغداد بمعايير محددة في الملف المالي الذي شهد توترات متكررة مع الإرتفاع الحاد في قيمة الدولار والعقوبات على المصارف غير الرسمية وسيكون هناك نقاش يتعلق بالوجود الأمريكي العسكري وإمكانية مغادرة القوات الأمريكية للعراق ويرى مراقبون إن النقاش سيشمل طبيعة العلاقة بين الحكومة الإتحادية وحكومة الإقليم والدور الأمريكي في تقريب وجهات النظر وتعزيز الشراكة الفاعلة في السياسة والإقتصاد وإنجاح البرامج الخدمية وتطوير قطاعات التجارة والنقل والطاقة التي تعمل عليها بغداد وكذلك أربيل لمغادرة مساحة التوتر وتعزيز الثقة.