بقلم: أياد السماوي ..
هنالك معايير على ضوئها يمكن الحكم على نجاح أو عدم نجاح الزيارة التي قام بها دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدّة الأمريكية ، وهذه المعايير تشمل الجانب السياسي والاقتصادي والأمني .. سياسيا تعتبر الزيارة من أنجح الزيارات التي قام بها مسؤول عراقي إلى الولايات المتحدّة الأمريكية بعد سقوط الديكتاتورية ، في هذه الزيارة ولأول مرّة يلتقي بها مسؤول عراقي مع الرئيس الأمريكي ووزراء الخارجية والدفاع والخزانة ومستشار الأمن القومي إضافة إلى رئيس غرفة تجارة الولايات المتحدّة ، فلم يسبقه أحد في تحقيق هذا الكم من اللقاءات مع كبار الإدارة الأمريكية .. أما من الناحية الأقتصادية فالزيارة كانت مثمرة للغاية ، حيث أثمرت عن توقيع عددا غير قليل من مذكرات التفاهم مع الشركات الأمريكية الكبرى وفي مختلف المجالات الصناعية والزراعية والعلمية والطاقة والتكنولوجيا وغيرها من المجالات ، فهي أيضا مثمرة وناجحة .. أمّا في مجال الأمن وعلاقة العراق عسكريا وأمنيا مع الولايات المتحدّة ، فرئيس الوزراء كان واضحا وصريحا جدا مع الجانب الأمريكي فيما يتعلّق بالانتقال بالعلاقة الأمنية من نطاق قوات التحالف الدولي إلى نطاق العلاقات الثانية المباشرة مع كل دولة من دول التحالف الدولي الموجودة في العراق ، ورأي الحكومة العراقية بضرورة إنهاء مهمة التحالف الدولي واضح جدا ولا مجال للحيد عنه ، وهذا الأمر قد ترك للجنة العسكرية المشتركة المشّكلة بين العراق والولايات المتحدّة .. ويمكن القول أنّ زيارة السوداني للولايات المتحدّة الأمريكية قد حققت أهدافها المرسومة كما تمّ التخطيط لها في تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجية الموّقعة بين العراق وأمريكا ، بالرغم من الظرف الأمني الحساس في المنطقة والنزاع العسكري بين إيران و إسرائيل ، حيث كان الوضع الأمني في المنطقة قاب قوسين أو أدنى من الحرب الإقليمية .. فتحية للسوداني وحكومته التي أدارت مخرجات هذه الزيارة بنجاح باهر ..
أياد السماوي
في ٢٠ / ٤ / ٢٠٢٤