بقلم : سمير عبيد ..
تمهيد :بقيت انتظر عسى يخرج تحليل أو تصريح من جيوش وصنوف المستشارين في مكاتب رئيس الحكومة العراقية السيد السوداني حوّل الزيارة المهمة في التوقيت والتزامن لخبير الأمن المخضرم أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح إلى المملكة الأردنية الهاشمية حيث استقبله في عمان جلالة الملك عبد الله الثاني في توقيت حساس للغاية . ومن هذا المنطلق أصبحت مجبوراً أن أسلّط الضوء على هذه الزيارة المهمة جدا، والتي تزامنت مع زيارة الرئيس التركي إردوغان إلى بغداد وتعاظم النفوذ القطري في العراق، والذي يُذكرنا بنفس الغرام التركي والقطري المصطنع بدمشق ونظامها ورئيسها عام 2010 والذي سبق الغدر بسوريا من قبل تركيا وقطر ودول اخرى بعشرات الجيوش الداعشية والتكفيرية والقاتلة، ناهيك عن قيادة حرب قذرة ضد سورياً استمرّت لسنوات طويلة وشردت الشعب السوري وحطمت سوريا من اجل اسقاط النظام السردي واعطاء الحكم بسوريا للأخوان المسلمين في سوريا الذين هم حلفاء تركيا وقطر .ولازالت الحرب القذرة مستمرة بسوريا .وتدخل الجانب الاميركي والاسرائيلي فيها وأطراف اخرى .ناهيك عن تدخل ايران وروسيا لنجدة النظام السوري !
الشعور بالخطر المشترك !
أولا : ألاردن !
بلا شك أن الشعور بالخطر القادم من جهة العراق بعد زيارة الرئيس التركي اردوغان وصعود النفوذ القطري اخيرا في العراق قرّبَ القيادتين في الكويت والأردن وبالعكس . لا سيما عندما صدرت بيانات ودعوات من جهات عراقية حليفة لإيران بإستعدادها لتسليح الأردنيين بالسلاح الخفيف والمتوسط وكل شيء .وكانت رسالة خطيرة صدمت الجميع. وجاءت تلك البيانات والتصريحات بعد إعلان الجيش الأردني عن وجود حطام مسيرة في محافظ أربد الأردنية والتي اعتبرتها الأردن رسالة خطيرة جدا .. والتهديد الأخطر عندما قررت إيران ضرب إسرائيل “دعائيا” بعد اخذ الضوء الاخضر من واشنطن وهذا ما اكده وزير خارجية ايران .فكانت المسيرات الإيرانية التي لم تسقط في الطريق تجوب سماء الأردن .فأضطرت الأردن على اسقاط معظمها وكانت حصة كريمة الملك 7 مسيرات أسقطتها شخصيا بطائرتها كونها ( ضابط طيار ) .وخروج وزير الخارجية الأردني السيد الصفدي بمؤتمر صحفي وقال ( سوف نسقط اي هدف بسماء الأردن سواء كان هدفا ايرانيا او اسرائيليا ) وتم استدعاء السفير الأردني في عمان وتسليمه رسالة أردنية شديدة اللهجة. وصاحب ذلك حملة ايرانية ضد الأردن وتصريحات لمسؤولين في الحرس الثوري ومجلس الشورى الإيراني ضد الأردن وصدور تهديدات ووعيد للأردن من بعض الجهات العراقية الحليفة لإيران! ( وهذا ماسوف نشرح اسراره في الاجزاء القادمة )
ثانيا :- الكويت !
*أ:-تعتبر الكويت خصم من قبل بعض الخطوط الإيرانية داخل الطبقة السياسية في العراق على الرغم من الدعم الكويتي القوي لتمكين الشيعة في الحكم داخل العراق ودعم النظام السياسي الجديد في العراق .اما من جهة البعثيين والموالين لحزب البعث فيعتبرون الكويت رأس الحربة باسقاط نظامهم البعثي وبالتالي هي عدو لهم وسيبقون يكرهون الكويت للابد ولهم دور كبير في الإعلام الموجه ضد الكويت . في داخل الكويت ايضا انقسام تجاه العراق فهناك خطوط كثيرة داخل الكويت ” سياسية ونيابية ونخبوية وشعبية وقبلية وعسكرية وامنية تكره العراق والعراقيين ” بسبب تداعيات غزو صدام حسين للكويت .( ولكن لا نغيّب الاصوات الحكيمة والعاقلة من جهة الكويت والعراق والتي تطالب بتجاوز الماضي والعمل على علاقة جديدة يسودها الثقة والاحترام والمحبة والتلاقي) ..
*ب:-والكويت نفسها شبه منبوذة من قبل بعض دول الخليج فهناك دول خليجية متدخلة في الشأن الكويتي. وحتى تدفع بالربيع الخليجي الموعود ان تكون بدايته في الكويت على اساس انها تمثل الارض الرخوة . وان قسم من دول الخليج تدعم الفوضى السياسية داخل الكويت وداخل مجلس الامة الكويتي وتدعم تيارات القبائل المنقسمة وتيارات الاخوان المسلمين وتيارات الحركات السلفية وتدعم تقسيم الكويت ايضا. ولهذا لم تشهد الكويت منذ اكثر من 8 سنوات نزولا اي استقرار سياسي. وانعكس هذا الامر على الحكومات الكويتية التي اصبحت لا تصمد. واصبحت في الكويت هواية تغيير الحكومات وهواية تعطيل مجلس الامة فتعمقت هذه الانقسامات داخل الكويت من جهة ودهور الاقتصاد الكويتي من جهة اخرى. ناهيك عن تبخر المنجز التاريخي في الكويت وهو ” الحالة الديموقراطية العريقة ” .
*ج:-هذا كله فتح شهية ايران أن تكون لاعب خفي في الكويت ايضا بدليل سال لعاب طهران على ( حقل الدرة ) التي تقول عنه ايران ” الدرة حقل غاز ونفط، جزء منه ملك لنا، وليس لدينا حدود بحرية مع الكويت، لكننا اكتشفنا ذلك الحقل وحفرنا بئرا هناك منذ عدة سنوات” وقال مساعد الرئيس الإيراني للشؤون القانونية محمد دهقان، إنه “إذا بدأت الكويت في استخراج النفط والغاز من حقل “آرش-الدرة” فإن بلاده ستتخذ خطوة مماثلة”.
((فانتظروا التفاصيل ))
إلى اللقاء في الجزء الثاني !
سمير عبيد
٢٥ نيسان ٢٠٢٤