بقلم: حسين عصام ..
ينشطر موضوع تحرر المرأة لقسمين، الأول: بقيادة عامة الشعب وهو الإتجاه التقليدي، الذي يرى قاداه أن تحرر المرأة سينتهي بالضرورة لتفكك العائلة وإنهيار المجتمع.
القسم الثاني، ينقاد بواسطة «المستثقفين» الذي يطالبون بتحرر المرأة بغزارة، ويركزون على تحررها من الملبس فقط.
لكل قضية اولويات وتسبقها وتمهد لتحقيق القضية الرئيسية، فلو لم يسخر الفرنسيين من وضع فرنسا لما حدث الثورة الفرنسية
فأن أُقرت قضية بدون اولويات تسبقها وتمهد لها فلن تنجح، فلا توجد قضية ناجحة بدون أساس صلب.
تكمن مشكلة هؤلاء بتعاملهم مع المرأة كجسد فقط، ويرون أن تحررها يكمن في ملبسها فقط، فتراهم يطالبون تحررها جسديًا، ناكرين اهمية وضرورة تحررها تعليميا اولا.
وبسبب هذه الهتافات التي تتعلق بالملبس فقط، أصبحت المرأة تعتقد أن شخصيتها وكيانها مرتبط بجسدها فقط
وهذه المطالب من الممكن أن تنتج امرضا نفسية لأي امرأة غير راضية عن جسدها، بسبب الهالة الاعلامية التي تتعلق بجسدها وملابسها فقط.
كل الجهد المصبوب في تحرر المرأة سيذهب سدى، لأن من غير الممكن أن تنجح قضية دون التمهيد لها، فلو تحررت المرأة ثقافيا وإقتصاديًا فستتحرر جسديًا بعدها.
لا يختلف المعتز عن من يطالب بتحرر المرأة جسديًا، فالأول يطلب صورًا تحت تهدید، اما الاخر فيمهد لذلك عن طريق طرحه لموضوع التحرر بلغة مخدرة.
فالإثنان يمتلكون غاينًا واحدًا، والوسائل الوصول اليها مختلفة.