بقلم: كمال فتاح حيدر ..
الأقوام غير العربية تقلب الطاولة على إسرائيل، وتذهل العالم بأسره من أجل غزة. نوم العوافي يا عرب. لم يأت المدد من بلدانكم ولا من البلدان الإسلامية، بل هرعت شعوب الأرض كلها لدعم المقاومين ومؤازرتهم. .
انظروا كيف ارسل لهم الله من يدافع عنهم من داخل الولايات الامريكية. بينما اختارت أمتكم الوقوف على التل، وسوف يلعنكم التاريخ لأنكم نبذتم كتاب الله وراء ظهوركم، واتبعتم ما تتلوا الشياطين. وتنكرتم لأبناء جلدتكم. فاندفع طلاب الجامعات في شرق الارض وغربها لنصرة أطفال غزة وجياعها. أما خبراء التحريض والتضليل والتدليس والفتنة من اصحاب المكانس والمحابس فقد عُميت أبصارهم، و تشوشت بصيرتهم. واستبدلهم الله بقوم من خارج حدود الأمة المتفرجة، فصدق وعده في الآية الأخيرة من سورة (محمد)، بقوله جل شأنه: (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم). .
من كان يتوقع خروج شباب النمسا وفرنسا وبريطانيا في الساحات والشوارع، معظمهم من اليهود والمسيحيين، بأعلام فلسطينية، يطالبون بوقف المجازر التي يدعمها زعماء القوى الغاشمة سرا وعلانية ؟. ومن كان يتوقع ان تتعالى أصوات طلاب جامعة جورج واشنطن بهتافات تخطت الخطوط الحمراء للمطالبة بالإطاحة برموز الصهيونية في أمريكا ؟. قالوا بصوت مرتفع: أن بايدن يمثل رأس الصهيونية في أمريكا، ولابد من إسقاطه حتى يتحرر العالم من نفوذ إسرائيل، التي باتت تتحكم بمعظم بلدان الشرق الأوسط. فهل ستستيقظ الأمة العربية من نومها العميق ؟. .
في بريطانيا اقتحم الإنجليز مقر وزارة الدفاع ولطخوا جدرانها بألوان الدم. وخرج أعضاء الهيئات التدريسية في معظم الجامعات الأوروبية ليشكّلوا سلسلة بشرية حول المكان الذي اعتصم فيه طلابهم لدعم غزة. .
لقد حاول الصهاينة حذف إسم فلسطين من الخرائط فأصبح الكون كله فلسطين. . اما الجماهير العربية فهم قلة قليلة. بين خائف من بطش حكومته، وبين منساق وراء فوضى التحليلات الطائفية المنبعثة من رؤوس اصحاب العقول المشفرة. وهنا لابد من الإشادة بمواقف المشايخ المتحررين من برمجة السلاطين، ونخص بالذكر الداعية الكويتي الدكتور (محمد العوضي)، الذي قال لسيدة فلسطينية مُسنّة: (امنحيني رباط حذاءك لاخيط به أفواها نجسه تنافق امريكا وتغازل اسرائيل). .
ختاماً: بماذا تصفون موقف العميل عباس المنداس عندما قال: (لإسرائيل الحق في الحصول على الأمن الكامل وهذا واجبنا) ؟، فهو عندما يقول: (وهذا واجبنا) فأنه يعني واجب السلطة الفلسطينية التي يقودها بنفسه للذود عن النتن ياهو. .
ألا تبا لكل من خذل غزة أو تآمر عليها. لقد رفعت غزة رأس الأمة عاليا بصمود مقاومتها وتماسك شعبها. .