بقلم: كمال فتاح حيدر ..
جزى الله الشدائد كل خير عرفتُ بها عدوي من صديقي، فالشدائد التي واجهتها غزة فضحت أصحاب الوجوه الزئبقية. وكشفت النقاب عنهم. وأسقطت الستائر. وبان المستور. وعُرف السبب. وبطل العجب. فقد وضع كل من المارشال رامبو البحر الميت والمارشال فتحي السواس جيوشهما ومواردهما ومضخاتهما الإعلامية تحت تصرف نتنياهو وعصاباته. وتبين للقاصي والداني ان بطون أرضنا الممتدة من سهول البوابة المشرقية إلى سواحل البوابة المغربية صارت متخمة بالخونة والعملاء والصهاينة المستعربين واللقطاء، وصار بإمكان القوى الدولية الغاشمة مواصلة حملاتها في غزة، وإحراق لبنان، وتدمير العراق، وتقسيم ليبيا والسودان، وضرب المدن اليمنية. كل ذلك بفضل شبكة العملاء. فلدى أمريكا الآن فائض كبير منهم. .
اما الذين يتظاهرون بالدفاع عن الدين فصاروا يوجهون مدافعهم اللسانية إلى رجال المقاومة، تارة يتخندقون في معسكر الاعداء، وتارة يُكفّرون المقاومة المسلحة، ويُحرّمون دعمها ومؤازرتها. حتى طغت سحب الصمت والخذلان على معظم أجواءنا، وصدرت تعليمات صارمة، منعوا فيها رفع العلم الفلسطيني والتلويح به في الساحات والجامعات. لكنه ارتفع خفاقاً فوق سواري الجامعات الأمريكية، وزينت الكوفية أكتاف الملاين. بينما ظلت معظم السلطات العربية تُجرِّم كل من يرفع العلم الفلسطيني، وتلاحق كل من يتلحف بالكوفية. فجاءهم الرد من طالبة أوروبية تدرس في جامعة هارفرد، بقولها: (العلم الفلسطيني لا يشرفه أن يحمله جبان أو خائن. والكوفية الفلسطينية تتعفف من أن يلمسها ويتوشح بها القرود والتماسيح). .
ظلت المقاومة منشغلة بالثبات في مواجهة الحملات العدوانية الضارية، ومنشغلة بالدفاع عن حقوقها المصيرية. بينما يحاول قادة الجمع المتخاذل إقناع أنفسهم، وإقناع شعوبهم بأن ما يجري امام أعينهم عبارة عن مسرحية. .
ختاماً لابد من توجيه كلمة أخيرة إلى معسكر الأخوة الاعداء. فنقول لهم: لا تحاولوا إقناع المقاومة أن ما قامت به يضر بالقضية. بل حاولوا إقناع أنفسكم أنه لا دخل لكم أنتم فيما يقرره من يقاوم على الأرض. واعلموا أنه لا يجوز للقاعد أن يفتي للمجاهد. ومن هؤلاء نذكر المتمشيخ (سالم الطويل) من عصابة المداخلة المتخاذلة. وقوله: (المسلم غير ملزم بدعم غزة). وهو هنا يعمل برأي ضباع الموساد. . .