بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ما الذي قدمه زعماء البلدان العربية لأشقائهم المسلمين بعد دخول الحرب شهرها الثامن ؟. وبماذا يعلّلون تقاعسهم عن نصرتهم ؟. بل بماذا يفسر السيسي وملك الأردن امتثالهما لأوامر يوآف غالانت في التصدي للصواريخ المتوجهة لضرب المستوطنات الإسرائيلية ؟. وكيف سيكون موقفهم لو انتصرت غزة، وكانت السبب الرئيس للتحرير، وتهدمت امامها قدرات الكيان ؟. وهل من أخلاق الإسلام والمسلمين قيام زعماء مصر والأردن بتفعيل الجسور البرية والبحرية لتمويل اسرائيل بالغذاء والدواء والمؤن، وقيامهما بتضييق الخناق على الجياع ؟. هل يتماشى هذا السلوك مع أخلاق الإسلام والمسلمين ؟. وهل يتماشي مع قواعد ووصايا الدين الحنيف ؟. .
وهل يصح بعد هذه المواقف الموالية لأعداء الإسلام ان نضع زعماء الأنظمة العربية في خانة المسلمين ؟. هل تذكرون كيف اصطف الزعماء العرب مع قوات النيتو في حرب الخليج الاولى والثانية، وكيف شاركوا في قصف العراق وتدمير بنيته التحتية ؟. هل كانت مواقفهم المخزية ضمن قواعد الاشتباك التي اقرها الإسلام ؟. وهل تذكرون كيف استنفروا أئمة المساجد في التحريض ضد سوريا والعراق وليبيا ولبنان واليمن والسودان ؟. هل كانت تحالفاتهم مع الاعداء من موجبات الدين والعقيدة ؟. هل تذكرون كيف غدروا بصاحبهم في العراق، ثم عادوا يتباكون عليه واتهموا العراقيين بقتله ؟. .
اما صحافتهم وفضائياتهم فكانت أشرس مليون من مرة من صحف: هارتس ومعاريف ويديعوت احرونوت. وأكثر حقدا من القناة 12 والقناة 13 الاسرائيليتين. .
ماذا سيقولون يوم تضع الحرب أوزارها ؟. هل سيقولون كانت علاقاتهم هامشية مع الكيان المسخ ؟. وهل سيقولون حينها ان المقاومة قتلت اهل غزة وشردتهم، مثلما يرددونها الآن على لسان قرود السيرك السياسي ؟. .
نحن لا نتحدث هنا عن البلدان الإسلامية غير العربية، وانما نتحدث عن البلدان العربية غير المسلمة. أو التي فقدت إسلامها. لأنها فقدت مروءتها وفقدت نخوتها، وسارت بمحض ارادتها خلف ركاب أعداء الامة. .