بقلم: كمال فتاح حيدر ..
الفصّوع بلهجتنا الدارجة هو الشخص التافه الذي لا قيمة له في القبيلة، إن حضر لا يعد وإن غاب لا يفتقد. يقابله في الفصحى: الرويبضة، وهو توصيف عربي قديم يُطلق على الرجل العاجز الذي رَبَض عن معالي الأُمور؛ أي قعد عن طلبها، وقيل: هو الرجل الذي لا يُنظرُ إليه، ولا قيمة له. .
يأتي ذكرنا للفصّوع بمناسبة تنصيب المُهرِّب (إبراهيم العرجاني) رئيسا للقبائل العربية في عموم الديار المصرية. فقد تم تنصيب هذا الفصّوع بإرادة سيساوية صهيونية مشتركة قضت باختياره لقيادة الميليشيات المسلحة في شبه جزيرة سيناء، وتعظيم شأنه تمهيدا لتحويل سيناء إلى إمارة يترأسها هذا التافه ويرتبط مصيرها بتل ابيب على الطريقة التي ارتبطت بها قبائل النقب البدوية. .
يعد تنصيب العرجاني بداية لتقسيم مصر برمتها إلى دويلات وأقاليم منفصلة. فالعرجاني هو النسخة المصرية لشخصية حميدتي دقلو الذي انفرد بقيادة الميليشيات البدوية في السودان، أو شخصية (حفتر) في ليبيا. .
ظلت القبائل تتفاخر حتى وقت قريب بشهامتها التي تستند إلى مفاهيم الرحمة والامانة والصدق والتقوى، وتحترم رفعة الأخلاق، وتعتمد النبالة في التعامل مع الآخرين، لاسيما إذا كان هؤلاء من القوميات الأخرى. وقد كانت للشهامة العربية بصمات بيضاء في تاريخ الإنسانية، وحفِلت الحياة البشرية بمآثِر تتغنى بما يعتمده العرب في ممارساتهم لأعمالهم المختلفة، في السياسة والتجارة والطب والصناعة والزراعة، وفي تقاليد حسن الضيافة، ومساعدة المحتاج، وإيواء الملهوف. .
لكنك لن تجد هذه الخصال عند العرجاني أو حميدتي أو من كان على شاكلتهم. لأن هؤلاء يعملون بأجندات خارجية هدفها تفتيت وحدة البلدان العربية، ونهب ثرواتها، وتهميش دورها، وإضعاف قدراتها الدفاعية، وسوف يفاجئ الشعب المصري بتنامي قوة العرجاني وتمرده على قرارات السلطة المركزية، وبات من غير المستبعد ان تتحول سيناء إلى افغانستان ثانية بجبالها ووديانها وتضاريسها المعقدة. وسوف يكون ولاؤها محسوما 100% لمصلحة اسرائيل. .
وعلى السياق نفسه سوف تطالب قبائل النوبة بتأسيس ميليشيات تابعة لها، وربما يقود البلطجي (نخنوخ) ميليشيات موازية لتمثيل الأقباط. وبالتالي فان مصر في طريقها إلى التمزق والانهيار بعدما عرضها السيسي للبيع، فباع مصانعها، وباع سواحلها، وتنازل عن حقوقها في النيل، وفرط في مواردها الملاحية في قناة السويس. وكان الله في عون الشعب المصري. .