بقلم: كمال فتاح حيدر ..
بالاو – ميكرونيزيا – ناورو: هذه هي الدويلات التي أعلنت تضامنها الصريح مع الكيان المحتل، واعترضت على أحقية دولة فلسطين في العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، بخلاف 143 دولة صوتت لصالح القرار. .
لقد هرعت كل من دويلة (بالاو)، ودويلة (ميكرونيزيا)، ودويلة (ناورو) لدعم الموقف الإسرائيلي، وهي دويلات ميكروسكوبية بحجم الطوابع البريدية. يتعذر رؤيتها على الخارطة إلا بشق الأنفس، تظهر على شكل جزر مبعثرة ومتناثرة غرب المحيط الهادئ في زاوية من زوايا أرخبيل الفلبين. .
خذ على سبيل المثال دويلة (ناورو) المتقوقعة في جزيرة صغيرة واحدة لا تزيد مساحتها على 21 كيلومترا مربعا. أي بحجم أصغر حديقة عامة من الحدائق التي تجدها هنا أو هناك. وهي تبعد عن غزة بأكثر من عشرة آلاف كيلومترا. تسكنها اقليات من أصول هندو صينية، يعتمدون في معيشتهم على الثروة السمكية. يمكن شراء اصواتهم بمجموعة من الهواتف المحمولة، أو بمجموعة من القمصان الملونة وبعض علب السجائر. فالناس هناك لم يسمعوا بفلسطين، ولا يتابعون الاخبار، وليست لديهم ادنى فكرة عن حملات الابادة. .
ومع ذلك نرى ان هذه الدويلات الصغيرة، التي لا تضر ولا تنفع، أشرف مليون مرة من حكومات الأردن ومصر التي كرست جهودها لدعم الجسور البرية والبحرية، وكانت متفانية في تجهيز تل أبيب بما تحتاجه من مواد لضمان ديمومة الحرب المعلنة ضد غزة. وذلك على الرغم من علمهم المسبق ان تقييد وصول المساعدات إلى غزة مسألة حياة أو موت لمن يعانون من القصف المستمر وانعدام الأمن الغذائي. .
انظروا الآن إلى الإعلام المصري الذي تفوق على الإعلام الصهيوني في الإساءة إلى الشعب الفلسطيني. وفي تبرير الممارسات التعسفية داخل معبر رفح. .
وانظروا كيف استنفرت حكومات الأردن ومصر قواتها لحماية السفارات الاسرائيلية، ومنع التظاهرات والاعتصامات. .
كان السيسي وزبانيته يقولون أن محور فلادلفيا في رفح هو خط أحمر للسيادة المصرية، لكننا اليوم نشاهد دبابات العدو تجوب الأراضي المصرية، وترفع أعلاما كبيرة مستخفة بالسيسي ونظامه، وللأسف، اكتفى العملاء والجبناء بالتنديد فقط دون اتخاذ أي إجراء للذود عن السيادة الوطنية. .
كلمة اخيرة: أجمل ما قاله تشي جيفارا: إذا أردت تحرير وطنك ضع في مسدسك عشر رصاصات. تسعة للخونة، وواحدة للعدو. فلولا خونة الداخل ما تجرا عليك أعداء الخارج. .