بقلم: كمال فتاح حيدر ..
يخطئ من يظن ان اليهود والصهاينة لم يكن لهم أي دور في التحريض على المسلمين والمسيحيين قبل عام النكبة (1948). ويخطئ من يظن ان مؤامراتهم انتهت بإبرام صلح الحديبية. بل يتوهم كثيرا من يظن أنهم كانوا قبل الإسلام متصالحين مع المسيحيين. بل لم يكونوا متصالحين حتى مع انفسهم. فعندما تقرأ القرآن تتكرر أمام عينيك هذه العبارات عشرات المرات: (وإذ قال موسى لقومه) أو: (وإذ قلتم يا موسى)، فبينهم وبين الأنبياء جدال وعناد وصراع طويل. ولا تنسوا دورهم في تعذيب السيد المسيح عليه السلام والإساءة اليه. .
فالتآمر طقس من طقوسهم الدينية، ومبدأ راسخ في عقيدتهم المنحرفة. وكان لهم الدور الفاعل في التدليس والتضليل ودس الروايات الكاذبة والأحاديث الملفقة ابتداءً من الدولة الأموية والى يومنا هذا مرورا بالعباسية والسلجوقية والبويهية والفاطمية والعثمانية والمملوكية والحمدانية والادريسية. فأنتجت لنا القرون الماضية شجرة سوداء تشابكت أغصانها بفقهاء مثيرين للجدل. .
وبالتالي ينبغي ان ندرك أنهم لم يتخلوا عن نزعاتهم التآمرية. منذ قرون وقرون. فأسسوا جامعتهم الإسلامية التوراتية عام 1956 ونجحوا حتى الآن في تأهيل 68 دفعة من الخطباء والأئمة، توزعوا على المساجد والمعاهد في عموم الديار الإسلامية. .
فلا تندهشوا عندما تسمعوا صوت المتمشيخ (هشام البيلي) يصدح بالثناء على نتنياهو. ويدعو له بالانتصار على المقاومة في غزة. . سمعته يقول. (ينبغي ان تتعلم يا أبا عبيدة ان نتنياهو من أهل الكتاب. طعامه حلال وشرابه حلال). .
ولا تندهشوا عندما يتبنى بعض المتمشيخين افكار قطاع الطرق. من مثل الشيخ الحويني. الذي قال: (أن سبب فقرنا يكمن في ترك الجهاد، فلو قمنا في كل عام بغزوات نجتاج فيها بلد أو بلدين أو ثلاثة. ننهب أموالهم. ونقتل أولادهم، ونسبي نسائهم، لأصبح حالنا أفضل). اغلب الظن ان هذا الحويني من المؤمنين بمناهج السطو الداعشي المسلح الذي أسسه الصهاينة ودعمه الأمريكان. اما الآن فقد أصبحت الجموع العربية والإسلامية مهيأة تماما للتآمر على نفسها. .
فلا تندهش عندما تعلم بوجود قواعد حربية صهيونية في معظم البلدان العربية. وعندما تعلم بالجزر اليمنية التي استولت عليها اسرائيل في البحر الأحمر وحولتها إلى قواعد حربية. ولا شك انك ستندهش اكثر عندما تعلم بوجود سجون تديرها اسرائيل فوق ارض المملكة المغربية. ولا تستغرب عندما ترى البعض هجروا القرآن وأقاموا دينهم على شطحات ابن تيمية وسموم محمد بن عبد الوهاب في التكفير وقتل الناس على الشبهات. وربما سمعت بالاسرائيليات التي دخلت على كتب التفاسير. حاول ان تبحث عنها لترى العجب العجاب. .
كلمة اخيرة: لا خير في أمة تنفعل وتغضب عندما يُهزم منتخبها في مباريات كرة القدم، لكنها لا تغضب ولا تنفعل عندما تُغتصب أوطانها، وتُنهب ثرواتها، وتضيع حقوقها. .