بقلم : عبد الأمير المجر ..
في 4-6-2024 كنّا في نادي العلوية، الذي استضاف النائب والوزير السابق عامر عبدالجبار للحديث عن طريق التنمية وميناء الفاو .. لقد وضع الاستاذ عبدالجبار النقاط على الكثير من الحروف، فأكمل معاني الكثير من الكلمات والجمل التي ظلت عائمة وغائمة في اذهاننا عن هذين المشروعين الاستراتيجيين، المكمل احدهما للآخر .. الجلسة التي ادارها الدكتور كاظم المقدادي، تحدث فيها الضيف في بداية الامر عن الربط السككي، وكيف ان الكويت ارادت ومنذ وقت مبكر ، ان تربط ميناء مبارك سككيا بالعراق، وفي حال حصول ذلك يصبح ميناء الفاو بلاجدوى، وكان ذلك في احد مؤتمرات وزراء النقل العرب 2010، حينما كان السيد عبدالجبار وزيرا للنقل، ويقول لقد حسمت الأمر بأربع كلمات مثلت ردي على الوفد الكويتي وهي ( نتحفظ على الربط السككي) ارجعوا الى حدودكم ما قبل عام 1990 حينها يمكننا ان نتحدث عن الربط السككي .. وعندها سكت الوفد الكويتي، لاسيما ان رد العراق لاقى ترحيبا من قبل الوفود العربية .. مشيرا الى ان الاقتصاد اليوم بات هو الذي يقود السياسة وليس العكس، وان الاستقرار الاقتصادي ينعكس ايجابا على الوضع السياسي والاجتماعي والأمني، لذا فلا مجال للمجاملة على حساب المصالح العليا للبلاد.. ثم تحدث عن اسم المشروع، وقال؛ ان طريق التنمية وطريق الحرير والقناة الجافة ، كلها مسميات اعلامية لمضمون واحد، وان العراق بما يمثله من موقع إستراتيجي ومميز جعله محط اهتمام العالم، وان الربط السككي بين الخليج العربي و تركيا عندما يكون حصرا عبر ميناء الفاو سيجعل العراق بلدا آمنا لأن مصالح اوربا والعالم ستكون رهينة استقرار العراق الذي سيوصل الطاقة والبضائع الحيوية من ميناء الفاو مباشرة الى اوربا عن طريق تركيا مختزلا طرقا عدة، سواء قناة السويس او الموانئ الاخرى على البحر المتوسط، وان محاولات تفريغ الميناء من اهميته من خلال طرح مشاريع اخرى بديلة باءت بالفشل، مشيرا ايضا الى ضياع الكثير من الوقت بسبب سوء الادارة في المراحل السابقة واضطراب الاوضاع التي تسببت في عدم المباشرة بتنفيذ ميناء الفاو الذي بدا متفائلا في حديثه عن مراحل انجازه الحالية ، حيث اشار الى انها لن تكتمل في العام القادم 2025 كما اعلن وانما سيكون ذلك مرحليا وان اكتماله سيكون في العام 2026 وان أي ربط سككي مع أي بلد يقع على الخليج العربي يعني تدمير المشروع وانتفاء اهميته الإستراتيجية لميناء الفاو وطريق التنمية ، وانه يعمل على ان يجعل هذا الامر مصانا من خلال تشريع قانون من مجلس النواب وقد بدأ بجمع تواقيع لعدد غير قليل من النواب تمهيدا لذلك، أي قطع الطريق على اية محاولة اقليمية او دولية للالتفاف على هذا المشروع الكبير .. الجلسة التي حضرها عدد من المختصين ممن كانت لهم آراؤهم فيما طرح السيد عبدالجبار، شهدت ايضا مداخلات كثيرة من قبل الحاضرين ممن اغنوا الموضوعة باضاءات واضافات علق او ردّ عليها المحاضر ما جعلنا نخرج من القاعة ونحن نحمل تصورا واضحا عن هذ المشروع الكبير الذي عرف السيد عامر عبدالجبار بدفاعه المستميت عنه، وقد اشار الحاضرون الى ذلك مكبرين به روحه المهنية العالية وموقفه الوطني الكبير ..