بقلم : سمير السعد ..
اصبح لدينا بيت ( حوش ) نسكن اليه تم بناءه سنة 1959 ولم يكن في حينه بيتا ضخما ضمن الطراز الحديث ولكنه كان يضم تحت ثناياه عائلة طيبة تسودها الالفة والمحبة بينهم وكان أملهم الوحيد بأن يطوروا البيت في قوادم الأيام .. لم تكن الظروف العاتية التي مرت على العائلة أن تنهض وتنفض غبار العتمة لكي يكون البيت ذو اضاءة او مشاعل يراها البعيد والقريب او أن يكون مناراً على اقصى حد داخل المحلة.
على الرغم من ان راعي البيت كان معروفا ومشهورا ليس على محلتنا بل كانت شهرته فاقت ارجاء المحلات الاخرى لما يتمتع به من شخصية مؤثرة لكن دوام الحال من المحال ..
عصفت الظروف التي مرت بمحلتنا الى ان يتخلى رب العائلة عن البيت ليذهب بعيدا وفق ما تتطلبه ظروفه الخاصة وانتقل الى رحمة الباري عزّ وجل في ديار الغربة تاركا وراءه ارثا ثقافيا لا يجاريه احد وبقيت العائلة تدار من قبل الاخرين وهم ليس لديهم طموحا كبيرا من اجل النقلة النوعية لكي يكون البيت ذو شأن كبير.
تداولت الايام والسنين وبقينا على حالنا تارة يأتي فلان ويذهب فلان والبيت هو نفس البيت وكان للظروف الصعبة التي تأثروا بها اصحاب البيت هي التي دفعتهم الى ان يعملوا لكي يبقى البيت عامرا باهله ومحبيه .. تلك الظروف العصيبة جعلت من العائلة ان تصمد امام الرياح الصفراء التي اثرت كبيرا على نوعية العمل والمهن التي انخرطوا فيها وكان هدفهم الاسمى ان يبقى البيت شامخا بأفراده.
لقد جاهد اصحاب البيت وتحملوا قساوة الظروف الصعبة متأملين ان يأتي يوم ينصفهم ويرمم بيتهم ان لم يبن بيتا جديدا وفق متطلبات المرحلة.
قال جل علاه (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ).
هكذا اراد الله ودعاء المخلصين الطيبين بان ينهض البيت من جديد تحت مظلة المحبة والمهنة والمؤاخاة نابذين التطرف والتعصب الديني والعرقية والقومية ينظرون بنظرة واحدة وهي حب العراق اولا واخيرا .
نهض البيت في بناء جديد بعد المتغيرات التي حدثت ما بعد 2003 بسواعد جبارة وعقول نيرة اخذت على عاتقها بناء البيت من الاساس الصحيح ليشمخ البناء شيئا فشيئا عاليا ينيره اصحاب البيت موقدين مشاعل الحرية والعمل المخلص .
بيتنا الان احسن البيوت ونقابتنا الان افضل النقابات وهذا لم يأت بمحض صدفة بل جاء نتيجة العمل المضني الفاعل نحو الامام والتفاؤل بيوم جديد يحمل في طياته انجاز جديد فقد تزامن العمل الدؤوب من قبل الاستاذ والزميل والاخ مؤيد اللامي وما انجزه خلال السنين الماضية مع انجازات السيد رئيس الوزراء بحملة الاعمار والابهى والاجمل جاء عيد صاحبة الجلالة (155) متزامنا مع عيد الاضحى المبارك ليسجل التاريخ انتصارات الصحافة بيد فارسها وقيصرها.
نقل الاستاذ مؤيد اللامي بيتنا العتيد الى مصاف الدول المجاورة واصبح شعلة ينير بها دروب العرب بعد ان ترأس لدورتين متتاليتين رئيس اتحاد العرب ناقلا ابهى صورة واجملها عن بلده الذي يعشقه امام الاشقاء العرب.
ياله من عيد فهو عيد الاعياد .. عيدنا بنقابتنا وعيد للصحافة العراقية الابية ونحن عيدنا مؤيدنا الذي رفع شأننا ومنحنا القوة والهيبة رغم كل العواصف التي مرت بالنقابة.
هنيئا لنا العيد وهنيئا للصحافة العراقية بنقابتها ونقيبها وهنيئا لنا جميعا على كل الاعمال الخيرة التي قام بها بيتنا الاثير. مبارك من القلب لكل المخلصين والخيرين الذين لم يدخروا جهدا في سبيل العراق.
الرحمة والخلود الى شهدانا الابرار فهم في عليين والصحة والعافية لكل الخيرين والمخلصين وسيبقى العراق مولدا نقيا للأبطال.