بقلم : هادي جلو مرعي ..
أولها: أنه يقضي على الكسل.
ومثلما أن للفواكه وللنباتات البرية وللخضار فوائد صحية للإنسان كأن تقيه الأمراض، وربما العوارض النفسية، فكذلك لبعض طرق الإدارة في العمل والسياسة والحياة اثر إيجابي يؤدي الى النجاح والإلتزام، وعدم الخروج عن القوانين والضوابط، ولايمكن لتلك الطرق ومايصحبها من إجراءات ان تكون ناجعة إن لم يكن معها بعض الخوف من عقوبة. ولذلك قيل: من أمن العقاب أساء الأدب. وفي الجيش والشرطة، ومؤسسات الدولة، وفي الأسرة، وفي العلاقات الإجتماعية لابد من بعض الخوف.
لايؤدي الموظف ماعليه من واجبات إن لم يخف من العقوبة، ولايصل الى مكان العمل في الموعد المحدد إن لم يخف من المحاسبة، ولايرعوي البعض من الموظفين عن الرشوة، وممارسة الفساد إن لم يخافوا من قوة القانون، وفي العلاقات العامة يحاول البعض مع ضعف القانون أن يطبقوا قانون القوة، فيفرضون على الناس أجنداتهم وإشتراطاتهم، وحين يغيب القانون يشكل البعض تنظيمات عصابية تخيف الناس، وترهبهم، وتسلبهم أموالهم، ويقوم أفراد وجماعات بإبتزاز أصحاب المصالح والأموال ليسلبوهم أموالهم، أو يحصلون على إتاوات، وإن لم يردعوا بالخوف والشدة والحبس وحتى الإعدام فإن المجتمع سيضيع.
لايحترم الناس القانون عندما لايقف عليه رجال أقوياء، وحين لاتقوم الدولة بواجباتها، وحين ينشغل الساسة بمصالحهم وقضاياهم الشخصية والحزبية، فيخالف الناس إشارات المرور، ولايحترمون القوانين، ويتعدون على بعضهم البعض، ويتطاول القوي على الضعيف، بل ويتعدى المشتغلون ببعض المؤسسات على المواطنين، ويستغلون ضعفهم، ويبتزونهم، وحين يعم الفساد يغيب القانون لأن أحدا لايعود مهتما بتطبيقه، ويتحول الأفراد الى ذئاب متوحشة.
في الجيش لايلتزم الجندي بتطبيق القوانين العسكرية، ولايتدرب بجدية، ولايقاتل بشراسة إن لم يشعر بالخوف من قائده، وحتى عندما يتطوع الإنسان للقتال فإن الخوف من العدو، ونواياه تدفعه ليكون مقداما في المواجهة، وفي علاقة الإنسان بالإله يكون لعامل الخوف الأثر في الطاعة، والإبتعاد عن المعاصي، وهو الخوف من الغيب، مثلما هو الخوف الحضوري.
الخوف يقضي على الكسل. حين نخاف أن نتأخر عن الواجب، وعن المدرسة، وعن العمل، وعن الإلتزام بالقانون. عدم الخوف سبب رئيس في خراب البلدان.