بقلم : د. سمير عبيد ..
تمهيد:
ان زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى كوريا الشمالية واللقاء مع الرئيس الكوري الشمالي العنيد والمثير للجدل في هذا التوقيت هو الحدث العالمي الأكبر. لأن هذه الزيارة ليست زيارة عادية، وليست مجرد لقاء رئيس برئيس آخر .بل هي الزيارة التي هزت العالم وسوف تهز العالم مستقبلا ان حدث صدام نووي . فاليوم تم تأسيس جبهة الرد النووي المرتقب ضد الولايات المتحدة وضد الغرب وحلف الناتو .
وفيما_يلي أشارات مهمة لهذه الزيارة :-
١-هي ليست زيارة عادية على الإطلاق . بل جاءت بتوقيت عصيب ولغايات خطيره واولها الاتفاق على الدفاع المشترك عن البلدين عند تعرضهما للخطر. فما بالك ان البلدين من أهم الدول التسع التي تمتلك السلاح النووي في العالم !
٢- الزيارة دشنت وبشكل علني ولادة ( محور عالمي جديد وخطير ) في منطقة غاية في الخطورة . وبهذا اصبحت كوريا الشمالية بحليف روسي ضد كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة .. وروسيا اصبحت لديها حليف كوري شمالي ضد الولايات المتحدة والغرب وحلف الناتو !
٣- ومن يدري … ربما سوف يتوسع هذا المحور الجديد بانضمام دول جديدة اليه وستكون من الدول المناوئة للولايات المتحدة !
٤- ان هذا التحالف الكوري الشمالي الروسي وتلك المعاهدات التي وقعت بين البلدين والتي اصبحتا من خلالها دولتان بجسد واحد ” ان صح التعبير ” هو ارباك شديد لإيران وحرية مضافة إلى روسيا التي اصبحت براحة تامة في تعاملها مع ايران ( فقبل اليوم كانت روسيا بحاجة ماسة لإيران ) اما مابعد اليوم فروسيا ليست بتلك الحاجة إلى ايران / وسوف ينعكس هذا على الساحة السورية والساحات الأخرى حيث الضعف الاستراتيجي بالعلاقة بين موسكو وطهران .
٤-وهذا بحد ذاته سوف يدفع ب( المفاوضات الجارية ) حاليا بين المجتمع الدولي وأمريكا مع روسيا لكي تترك الآخيرة إيران مقابل قبول المجتمع الدولي بأن تأخذ روسيا الأراضي التي اخذتها من أوكرانيا والتخفيف عن روسيا في الحصار تمهيدا لمحادثات سلام مقابل ( ترك روسيا لإيران ، وترك موسكو مطالبتها بمحاكمة او قتل الرئيس الاوكراني ) .والخلاف المتبقي فقط على موضوع الرئيس الاوكراني وسلامته ونظامه فقط . حيث تم الاتفاق على الأوراق الأخرى .ولهذا اتجهت روسيا لحليف جديد هي كوريا الشمالية !
٥- وهذا ما جعل إيران في ورطة حقيقية فسارعت لقبول التفاوض مع المجتمع الدولي وأمريكا ( والمفاوضات جارية منذ ايام في فيينا وفي نيويورك ) حول تقديم تنازلات إيرانية كبيرة مقابل السماح لها ان تكون دولة عاقلة ومرنة وغير مشاغبه خصوصا وهي تراقب تشكيل المحور الناري حوّلها اي ايران ( فتخلت من حيث المبدأ عن حلفاءها في العراق ، وتخفيف سطوتها على اليمن ولبنان ، وتخفيف وجودها في سوريا ) ودعم التغيير المرتقب في العراق ولم تعترض عليه مقابل رضا الغرب وأمريكا والمجتمع الدولي عن إيران .
٦- وكل ماسبق سببه المخاض الجاري لولادة العالم الجديد و( سايكس بيكو الجديدة ) في المنطقة والتي سيكون من خلالها العراق النمسا الجديدة والصخرة بوجه المحور الروسي الصيني الكوري.وسيكون العراق قطب رحى المنطقة من جديد !
سمير عبيد
١٩ حزيران ٢٠٢٤