بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا :-
*أ:-التغيير القادم في العراق سوف يحصل وبنسبة عالية جدا . ونعيد ونُكرر ليس لسواد عيون العراقيين الذين صاروا ضحية الثيوقراطية والإقطاع السياسي السارق الناهب لمدة 21 سنة متتالية .بحيث اعتقدت الطبقة السياسية الحاكمة الدينية والسياسية انها سحقت العراقيين سحقاً ولم يبق لديهم اي قدرة للتغيير ونسوا ان العراق بلد مقدس وانه عاصمة المشروع الالهي القادم لا محال .وبالتالي يسخر الله للعراق وللعراقيين دول وناس ليس بالضرورة مسلمين ليعيدوا له العافية. خصوصا بعد ان سقطت الطبقات الدينية والسياسية كافة بنظر العراقيين وبعد ان كُشفت أوراقهم ووجوههم ونواياهم .
*ب:-فظروف المنطقة والاقليم يطلبان وبشدة التغيير في العراق ” لأن العراق دولة رخوة وفاشلة حالياً” بسبب فشل الطبقة السياسية .وهذا سوف يفتح شهية الدول الصاعدة والمحاور الصاعدة لقضمه او التدخل في شؤونه. وان قسماً منها قد بدأت بالتدخل فعلاً وسبّبَ قلقا للمجتمع الدولي .فشعر المجتمع الدولي بالخطر على المصالح العالمية لان العراق قطب الرحى فيها. فاتخذ المجتمع الدولي هذه المرة قرار التغيير. وانه ليس قرار أميركي منفرد بل الولايات المتحدة هي دولة من الدول التي اجتمعت على التغيير في العراق !
ثانيا:
التغيير القادم في العراق هو تغيير سياسي وبنيوي للنظام الفاشل الذي حكم العراق منذ عام ٢٠٠٣ وحتى اليوم . بحيث لن يبقى أثر إلى تلك الاحزاب والحركات والتيارات ورموزها التي حكمت العراق والتي جميعها اتفقت على تحييد المعارضة وحصارها وتفريقها. واتفقت على نهب أصول الدولة وثرواتها ، وتجهيل العراقيين وإغراقهم في الخرافة، والعمل على تفتيت وحدة العراقيين، وتفتيت الوحدة المجتمعية والوطنية والجغرافية. لكي لا يكون هناك انسجام في القرار فتبقى الدولة فاشلة والمجتمع غارق بالظلام والبطالة والعوز وانعدام الأمل!
ثالثا:-
لن يكون هناك بقاء للهيمنة الدينية على المجتمع العراقي وعلى النظام السياسي في العراق بعد ان تغولت الجهات الدينية واصبحت تمارس ( سطوة الكنيسة ) التي كانت في اوربا ابان القرون الوسطى. والتي جعلت من نفسها حليف رئيسي للسياسة والسياسيين الذين رفعوا شعار تجهيل المجتمع، وشعار نهب الدولة، ونهب ثرواتها وتفتيت “الطبة الوسطى” في العراق من خلال تدمير الثقافة والتعليم والصحة والزراعة والصناعة والخدمات والكهرباء …. الخ .
رابعا :
نعم صدر القرار الدولي فعلا بأفول هيمنة احزاب وحركات الإسلام السياسي الراديكالي في العراق. ومثلما قرر المجتمع ذلك في مصر دول المغرب العربي من قبل .والذي سوف يحصل في العراق سيكون مثلما حصل في مصر والمغرب العربي ضد هيمنة الاخوان المسلمين في مصر، وضد رموز تنظيمات الاخوان في مصر، وضد النافذين من شخصيات وعائلات اخوانية في مصر . ولن يكون هنك استثناء . بل جميع العناوين أعلاه ستكون تحت المسائلة وصولا للحظر ومثلما حصل ضد تنظيمات الاخوان !
خامسا :
طبقة رجال الأعمال الطارئين والذين برزوا بدعم الاحزاب السياسية والدينية وبدعم الجهات الدينية وفروعها خلال ال ٢١ سنة والذين نهبوا الدولة وأصولها وثرواتها بالمشاركة مع السياسين ورجال الدين سوف يتم انهاء تواجدهم وبقاءهم وسوف يخضعون إلى المسائلة الطويلة ، وسوف يتم اغلاق جميع مايتعلق بهم بالشمع الأحمر وكشفه للرأي العام . اما مصارفهم الخاصة فسوف تتجمد فورا، وخطوط تهريبهم للعملة العراقية الصعبة باتت معروفة ( فكل هذا بات معروفا وتحت تصرف غرف عمليات التغيير) ولم يفلت سنت واحد وليس دولار واحد ( والدول الخليجية وتركيا ومصر ولبنان وبريطانيا وسويسرا ودول اوربية والأردن ودول اخرى ) يُلغت لتعد مالديها من حسابات سرية وعقارات وأطيان وشركات عائدة لرموز السلطة في العراق والى زعماء المليشيات والى رجال الأعمال العراقيين والى رجال الدين والى الاحزاب والجهات الدينية وغيرهم !
سادساً : المضحك المبكي لقد توجه بعض رؤوس النظام السياسي الحاكم في العراق إلى السفيرة الاميركية ” صويحبتهم” وناشطة الفيسبوك السفيرة رومانسكي قبل ايام .وسألوها عن التغيير القادم ( فقالت لا علم لي بذلك .. وبالفعل هي صادقه ولا تدري .. لانها مغادرة قريبا) .ولقد طرحوا عليها ايصال ( استعدادهم للتوقيع على بياض وتنفيذ كل ما تريد امريكا مقابل بقاءهم بدلا من التغيير !). والمشكلة انهم لا يعرفون ان التغيير القادم قرار مجتمع دولي وليس قرار أميركي. والسبب لانهم خارج التغطية ولأنهم وخلال 21 سنة من حكمهم لم ينجحوا بتأسيس ربع لوبي في امريكا او في بريطانيا او في الاتحاد الأوربي … الخ !
إلى اللقاء في المقال المقبل لكشف دهاليز القادم!
سمير عبيد
١٩ حزيران ٢٠٢٤