بقلم: كمال فتاح حيدر ..
كانت البحرية الأميركية تصمم سفنها منذ عقود لخوض المعارك المحتملة ضد الاتحاد السوفييتي، ثم روسيا والصين في وقت لاحق، لكنها وجدت نفسها متورطة في قتال مع رجال المقاومة اليمانية، وأنها لم تواجه هذه الكثافة النيرانية منذ الحرب العالمية الثانية، وفوجئت بإمدادات حوثية لا تنضب: من الطائرات بدون طيار والصواريخ وغيرها من الأسلحة. نجح الحوثيون حتى الآن باصابة اكثر من 50 سفينة حربية وتجارية، وتسببوا في انخفاض حركة الشحن البحري في باب المندب، بينما كانت فرقاطات التحالف تواجه الموت المحتوم من دون ان تتوصل إلى السبل الكفيلة لردع الحوثيين، الذين تتنامى قوتهم بمعدلات خرافية. وربما كانت تصريحات القائد (إريك بلومبرج) من السفينة الحربية (يو إس إس لابون) لوكالة أسوشيتد برس، قوله: لا أعتقد أن الناس يفهمون حقاً مدى خطورة ما نقوم به ومدى التهديد المستمر الذي تتعرض له سفننا الحربية. .
فقد تلقت المدمرة (أرلي بيرك) إصابات مباشرة تسببت بإحراق الطلاء المحيط بمخازن ذخيرتها بعد تعرضها لوابل من الصواريخ القادمة من جبال عدن. وقال الكابتن (ديفيد ورو)، الذي يشرف على مدمرات الصواريخ الموجهة: (هذا يحدث كل يوم، وفي كل مناوبة، بعض سفننا كانت تتعرض لهجمات يومية لأكثر من سبعة أشهر). .
اعتاد الحوثيون على إطلاق رشقات من الصواريخ، وأسراب من الطائرات المسيّرة في البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب. ويخوضون الآن المعركة الأكثر استدامة بكثافة لم تشهدها البحرية الأمريكية، ولا تستطيع التصدي لها، الأمر الذي اضطر حاملة الطائرات أيزنهاور إلى الابتعاد خارج مناطق الاشتباك. .
وقال مركز عمليات التجارة البحرية التابع للجيش البريطاني: إن طواقم بعض السفن التجارية تخلوا عن سفنهم، وتركوها تائهة وغير مضاءة في عرض البحر الأحمر. .
بات من الواضح ان الحوثيين تلقوا تدريبات عالية لاستهداف خطوط الشحن البحري، واستهداف السفن الحربية الأمريكية، وأسقطوا طائرات أمريكية بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper. ويمتلكون منظومات صاروخية (أرض-جو)، لم تنجح امريكا في الحد من قوتها. .
تشترك سفن الولايات المتحدة والشركاء الأوروبيون بدوريات في الممرات المائية، بينما ظلت المملكة العربية السعودية هادئة إلى حد كبير، وتسعى إلى التوصل إلى اتفاق سلام مع الحوثيين. تشير التقارير إلى أن بعض دول الشرق الأوسط طلبت من الولايات المتحدة عدم شن هجمات على الحوثيين من أراضيها، وفي الوقت نفسه، تستمر هجمات الحوثيين في التحكم بحركة الملاحة عبر المنطقة. ما أدى إلى انخفاض عائدات مصر من قناة السويس (المصدر الرئيسي للعملة الصعبة لاقتصادها المتعثر) إلى النصف منذ بدء الهجمات. .