بقلم : سمير السعد ..
في ضوء الأحداث الأخيرة في غزة، تتبادر إلى الأذهان عدة تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل قد فشلت في تحقيق أهدافها وهل أثرت تلك الأحداث على هيبتها في المنطقة.
و تجدد الاشتباكات في غزة نتيجة التوترات المستمرة بين الفصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة والقوات الإسرائيلية. هذه الجولة من العنف شهدت تبادلًا مكثفًا للقصف الصاروخي، مما أدى إلى سقوط ضحايا وتدمير كبير في البنية التحتية.
من المعروف أن إسرائيل تهدف من خلال عملياتها العسكرية إلى القضاء على القدرات العسكرية للفصائل والمقاومة الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي. ومع ذلك، بالرغم من القصف المكثف والأضرار الكبيرة، يبدو أن هذه المقاومة و الفصائل ما زالت قادرة على إطلاق الصواريخ ورد الهجمات، مما يشير إلى أن الأهداف الإسرائيلية لم تتحقق بشكل كامل.
حيث تعد إسرائيل واحدة من أقوى القوى العسكرية في المنطقة، وقدرتها على الحفاظ على الردع والتحكم في الأوضاع الأمنية يعتبر جزءًا من هيبتها حسب ما صورها الإعلام المأجور إلا أن استمرار الصراع وعدم القدرة على تحقيق نصر حاسم يمكن أن يضر بصورتها كقوة مسيطرة. بالإضافة إلى ذلك، يثير استهداف المدنيين والأضرار الجانبية الكبيرة انتقادات دولية، مما يزيد من الضغط الدبلوماسي عليها.
و بالنظر إلى الأحداث الأخيرة، يمكن القول بأن إسرائيل لم تحقق أهدافها العسكرية بالكامل في غزة، مما يطرح تساؤلات حول فعالية استراتيجيتها وقدرتها على ردع الفصائل والمقاومة المسلحة. وعلى الرغم من أن إسرائيل لا تزال تحتفظ بتفوقها العسكري، فإن استمرار هذه الصراعات بدون حل حاسم يمكن أن يؤدي إلى تآكل هيبتها تدريجيًا، بالإضافة إلى العواقب الإنسانية والسياسية المترتبة على ذلك.
تساؤل هل فقدت إسرائيل هيبتها العسكرية؟
لا يخفى على الجميع تشكل الهيبة العسكرية لإسرائيل جزءًا كبيرًا من صورتها كقوة قوية في الشرق الأوسط. ومع ذلك، يتساءل الكثيرون اليوم عما إذا كانت الأحداث الأخيرة في غزة قد أدت إلى تآكل هذه الهيبة سواء داخليًا أو خارجيًا.
نعم الفشل العسكري يلاحقها والهيبة من مواطنيها وحلفائها التي فقدتها وكشف الزيف والهالة الخداعة على الرغم من العمليات العسكرية المكثفة، لم تتمكن إسرائيل من القضاء بشكل كامل على تهديد المقاومة المسلحة مثل حماس والجهاد الإسلامي. هذا الفشل يمكن أن يفسر كضعف في القدرة على تحقيق الأمن الداخلي.
كذلك الضغط الشعبي والسياسي و تزايد الانتقادات الداخلية لعدم القدرة على إنهاء الصراع واستمرار تعرض المدن الإسرائيلية للقصف الصاروخي يزيد من الضغط على الحكومة والجيش.
التآكل المحتمل بل الأكيد للثقة عندما يشعر المواطنون بأن الحكومة والجيش غير قادرين على حماية كيانهم بشكل فعال، فإن الثقة في القيادة العسكرية والسياسية يمكن أن تتآكل.
وتعالي الانتقادات دولية و العمليات العسكرية التي تؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين وتدمير البنية التحتية في غزة أثارت السخط والتذمر وانتقادات واسعة من المجتمع الدولي، مما يضع إسرائيل تحت ضغط دبلوماسي.
كذبة صورة الردع و استمرار الصراع وعدم القدرة على حسمه بشكل نهائي يمكن أن يضعف صورة إسرائيل كقوة ردع فعالة.
و كلما طالت فترة الصراع دون حل حاسم، يمكن أن يشجع ذلك الفصائل والمقاومة المسلحة على الاستمرار في مقاومتها، مما يزيد من التوتر الإقليمي ويضعف موقف إسرائيل.
بينما وحتى لم تفقد إسرائيل هيبتها العسكرية بالكامل، فإن الأحداث الأخيرة في غزة قد أثرت بالتأكيد على صورتها سواء داخليًا أو خارجيًا. الفشل في تحقيق الأهداف العسكرية و الخسائر الماليه ووضع حلفائها في حرج مستمر اثر جرائمها الإنسانية ضد الشعب الفلسطيني والتعرض للانتقادات الدولية يمكن أن يؤدي إلى تآكل الثقة في قدرتها على الردع والسيطرة. استمرار هذه الديناميكية قد يؤدي إلى تداعيات أكبر على المستوى السياسي والعسكري لإسرائيل في المستقبل ومصيرها الهزيمة والخذلان
“طوبى للغزة وشعبها الجريح والعار لمن خذلهم “